في صلاة الجمعة، الإمام يصيح بأعلى صوته (سدُّوا الفُرج، لا تجعلوا فرجات للشيطان)، الذي عن يمينك يرمقك بنظرة على طريقة (تقدم يا أخوي) ما تسمع المطوع وش يقول؟ والذي عن شمالك يتبرأ من الموقف ونظره ( للأسفل) كأن الموضوع لا يعينه!. بمجرد أن تحاول المُبادرة بالتقدم تفاجأ بأن هناك شخصا آخر سد ( المكان الفارغ) جزاه الله خيراً، تحاول الرجوع فإذا (بمصلٍّ آخر) أصبح مكانك، لتجد نفسك (ضائعاً) بين الصفوف، رغم أنك حضرت للمسجد مُبكراً، ولكن عليك التعامل مع (الموقف الجديد) الذي وضعت فيه؟!. الخيار الذي كان أمامي إما أن (أحشر نفسي) مجدداً في الصف الذي خرجت منه، وإما أن أبحث عن (فُرجة قريبة) لسدها، وهنا كان علي أن أتحمل نظرات بقية (المُصلين) وكأني ارتكبت (خطأً فادحاً) ينم عن جهلي بآداب الصلاة، فاتتني (تكبيرة الإحرام)، بعض الأيدي تمنعني من التحرك، هناك من سحب ثوبي نحو اليمين، وآخر يُعيدني نحو الشمال، على اعتبار أنني ( مُجرد عابث ) بين الصفوف!. أحد المُصلين (تعاطف معي) وحاول فتح فُرجة قريبة أدخُل فيها، الذي بجواره (باعد بين قدميه) كنوع من الرفض، تحركت مسرعاً لآخر الصف في اليمين، وجدت مصلياً (تائهاً مثلي) بين الصفوف، وقفنا بجوار بعضنا، وركعنا مع الراكعين!. لن أحدثكم كيف أديت الصلاة، وتحملت (صدمات) من هو خلفي، وحكات الذي أمامي، لكن تخيلوا كمية (النصائح) التي انهالت علي من بعض المصلين بعد الفراغ من الصلاة على طريقة (يا أخي تعال بدري، ولا تزعج المُصلين)، (عملك ما يجوز، خاف الله في المسلمين).. الخ!. في الجمعة التالية، رأيت أمامي (فُرجة) ففهمت لماذا كان الذي عن (شمالي) الجمعة الماضية ينظر للأرض - تركت المهمة - لأحد المُبادرين الجدد، إما أن يكسب الأجر، أو يدفع (الثمن)!. وعلى دروب الخير نلتقي.