قرأت في جريدة الحياة خبرا مغلوطا جاء عن الدكتور محمد صعيدي ليوم الأربعاء ما قبل الماضي، صرح بأن 1.8 مليون غير متوافقين صحيا من خلال فحص ما قبل الزواج ولم يتموا إجراءات الزواج بسببه. وهذا يعتبر رقما مخيفا وغير حقيقي ــ وفقا لرأي سعادة الأستاذ الدكتور محسن الحازمي أستاذ في جامعة الملك سعود بالرياض ورئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى. تواصلت مع الدكتور محسن عن ما نشر من أرقام خاطئة، فأرسل لي بيانا مفصلا يوضح الحقائق العلمية لبرنامج الزواج الصحي وعن الأرقام والإحصائيات الحقيقية عن نتائج هذا البرنامج منذ أن أصبح إلزاميا. وتكرر نشر الأرقام في هذه الجريدة بقلم الأستاذ محمد الوعيل مركزا في أذهان القراء أرقاما خاطئة ومضللة ومخيفة. رأيت من واجبي تصحيح هذه الأخطاء للقراء الكرام. وقد بعث لي أ. د. الحازمي برسالة عبر البريد الإلكتروني جاء نصها: أخي الكريم إن ما ذكرتم حول الخبر المنشور في الصحف من أن 1.8 مليون سعودي لم يتموا إجراءات الزواج بسبب «عدم التوافق الصحي». أولا: أن البرنامج بفضل من الله وتوفيقه بدئ في تطبيقه تدريجيا وعلى الراغبين في الزواج من أجانب بقسم الفحص ما قبل الزواج بقرار من مجلس الوزراء الموقر في العام 1418 هـ، بناء على مشورة من اللجنة الوطنية للأمراض الوراثية تبنتها وزارة الصحة ورفعت بطلبها من مقام مجلس الوزراء، وبالمناسبة، فإن اللجنة الوطنية للأمراض الوراثية هي مجموعة عمل تطوعية مشتركة بين جامعة الملك سعود ووزارة الصحة تشرفت بتنسيق أعمالها وبالعمل فيها منذ العام1414هـ واعتمدتها وزارة الصحة في العام 1415 هـ، وتابعت أعمالها في مجال التوعية بالأمراض الوراثية، وخصوصا أمراض الدم الوراثية إلى جانب تقديم الخدمة الطبية التخصصية، وتم من خلال مبادراتها إنشاء ما يربو على 20 مركزا وعيادات تخصصية في عدد من المستشفيات واشترك في أعمالها عدد كبير من أولياء أمور المصابين بأمراض الدم الوراثية والأطباء والأخصائيين الاجتماعيين وأخصائي المختبرات من منسوبي وزارة الصحة والمستشفيات العسكرية والجامعية والتخصصية على أساس تطوعي وتسلمت وزارة الصحة مسؤولية اللجنة عندما انضممت إلى مجلس الشورى وإن كنت استمررت في عضويتها حتى تاريخه. وتوجت هذه الجهود بإنشاء الجمعية السعودية الخيرية للأمراض الوراثية في عام 1427 هـ. ثانيا: خلال الفترة من 1411 هـ إلى تاريخه عاصرت اللجنة وتابعت موضوع الفحص قبل الزواج كوسيلة وقائية من أمراض الدم الوراثية مثل أمراض الدم المنجلية والثلاسيمية، حيث بدأ اختياريا لمن يرغب في ذلك في عام 1423هـ، ثم إلزاميا بدون التقيد بالنتيجة في عام 1425 هـ، حيث أضيف الكشف عن فيروس التهاب الكبد، وأخيرا في عام 1429 هـ فيروس نقص المناعة المكتسب، وتم تعديل المسمى إلى «الزواج الصحي» بقرارات من مجلس الوزراء الموقر. ثالثا: خلال المراحل والفترات المشار إليها، ومن خلال الاستشارة الوراثية الوقائية نجح البرنامج في رفع مستوى التوعية الصحية والتثقيف، ومن ذلك ما أشار إليه الخبر الصحفي من تحقيق نجاح في رفع مستوى الإدراك لخطورة الزواج غير المتوافق صحيا من 9.2% إلى 60%. رابعا: ذكر في الخبر الصحفي أن 1.8 مليون سعودي... إلخ. وهذا غير صحيح، فالواقع أن 60% ممن هم غير متوافقين صحيا يقبلون النصيحة ويعزفون عن الزواج لقبولهم النصيحة الوراثية، وتبعا لذالك فإن 40% يتمون مراحل الزواج بالرغم من أن الفحص المخبري أظهر عدم توافقهم صحيا وراثيا. كما أوضح مساعد المدير العام لشؤون المستشفيات بصحة القصيم الأستاذ خالد الحسينان، موضحا أن عدد المراجعين لعيادات فحص ما قبل الزواج لعام 1431هـ 15750 مراجعا، وبلغ العدد الإجمالي للعينات الموجبة للأمراض المعدية 250 مرضا معديا، وإجمالي عدد العينات الموجبة للأمراض الوراثية 78 مرضا وراثيا، فيما بلغ العدد الإجمالي لحالات التوافق 15422 حالة، بمعنى أن نسبة عدم التوافق 4.8% وباقي المناطق تختلف بنسب متباينة. وهذه هي الأرقام الحقيقية الواقعية حسب الإحصائيات الرسمية. والله الموفق.