×
محافظة المنطقة الشرقية

«زمزم» و«خيوط العنكبوت» تقتل الجراثيم وتعالج الجروح

صورة الخبر

لعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو أول ملك سعودي يُقدّم لشعبه باقة من الأوامر بهذا الحجم (كَمّاً)، وبهذا العمق (كَـيفـًا)، فصدور 34 أمراً ملكياً في حزمة واحدة هو أمر لم يسبقه في (نوعية الأوامر) ملك قبله.. وقد نحتاج إلى (شحنة) من المقالات لهذه الأوامر الكريمة، حيث إن كل أمر يحتاج إلى مقال مستقل. فمن أين يمكن أن نمسك بطرف الخيط للكتابة عنها.. أمن دمج الوزارتين، أم إلغاء تلك الأجهزة واللجان الكثيرة التي أثقلت كاهل الدولة (بدون فايدة)، أم الوزراء الشباب الجدد ابتداء من سمو وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مروراً بوزير الثقافة والإعلام ووزير التعليم والصحة وغيرهم.. أم بـِمَـنـْحِـهِ الراتبـَيْـن لأبناء هذا الوطن صغيرهم وكبيرهم، أم بكوكبة المستشارين الذين بسط لهم مليكنا ساحة الرأي والمشورة لإمداده بآرائهم لخدمة الوطن والمواطن؟ إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- أشـْـبَـهُ بكتاب قـَـيِّم أراد أن تكون افتتاحيته مقدمة ناصعة نافعة قشيبة بباقة الوزراء وإعادة هيكلة مجلسهم. والفصل الأول من الكتاب.. هذه (الفَلْتـَرة) للمجالس والهيئات الإدارية والاقتصادية والسياسية والأمنية للدولة، وغير ذلك من الصفحات المضيئة في هذا العهد الميمون إن شاء الله. إن السطور السابقة من هذا المقال -وإن بدت مكررة لا جديد فيها- إلا أنها ما زالت حديث الناس في مجالسهم، والأسر في بيوتهم، والموظفين في أعمالهم ومكاتبهم، والأصدقاء فيما بينهم. وأتصور أن الملك سلمان وهو يوجـّه كلمته السامية للوزراء وأمراء المناطق، والمسؤولين الجدد بعد أداء القسم أمامه، إنما يريد من كل منهم أن يقوم بعملية (فلترة) في وزارته وإدارته وإمارته، فيتخلص من بعض المنتفعين والكسولين والبيروقراطيين والروتينيين وذوي الأفكار (التنبلية) الذين مَـرَدوا على ذلك. إننا نعيش عهداً شبابياً جديداً يتطلب منا الجد والاجتهاد والعمل المتواصل، ونبذ المجاملة، والحفاظ على مواعيد وأوقات المواطنين وأجهزة الدولة. فمن غير المعقول -مثلا- أن مسؤولاً ما لا يحضر في مكتبه إلا بعض أيام الأسبوع، وإذا حضر يأتي بعد الساعة العاشرة صباحاً ويخرج الساعة الواحدة والنصف، وإذا طلبه مواطن قيل له إنه في (اجتماع)، وقـُلْ هذا على أكثر المسؤولين وأكثر وكلائهم ونوابهم ورؤساء أقسامهم، وهذا لا يخص مدينة أو منطقة بعينها، بل هو موجود في أغلب الدوائر الحكومية. ولا ننسى المواقع الإلكترونية لهذه الدوائر والمؤسسات فأغلبها لا يعمل بشكل جيد، بل هو (عاطل) ويحتاج إلى صيانة وإصلاح. أما خدمة (الاستعلامات / السنترال) للوزارات فالقليل منها يرد عليك، وإذا رد فقد لا يشف غليلك أو أنه يحولك إلى قسم غير القسم الذي طلبته، (هذا إذا ردّ عليك). إنني أتحمل مسؤولية ما أكتب في هذه الجزئية من المقال بكل صراحة لمصلحة وطني، وأحتمي بصراحتي هذه بعباءة وفكر وقلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يطمح أن يجد مملكته خالية من العوائق والروتين، ونقص الخدمات. ولا يفوتني أن أتوقف عند عبارة مؤثرة ورائعة جداً قالها الملك سلمان للوزراء وأمراء المناطق والمسؤولين وهي من بين ما قال -حفظه الله-: (...وهم من جذور هذه البلاد..) إن هذه الكلمة تدق في الروح قبل القلب لتبين وتشير أنكم من أصل هذه البلاد، وأن كل واحد منكم -وفق هذا- راع، وكل مسؤول عن رعيته / مسؤوليته. ـ القرارات الملكية الكريمة حديث الناس، نعم، وهي حديث القريب والبعيد، إعراباً عن الحكمة والحنكة والاستشراف، والاندماج في المعاصرة بثوب الأصالة. بقيت النقطة الأخيرة، التي هي غير غائبة -بلا شك- عن والدنا الملك سلمان، وهي ما تتأمله المرأة السعودية في عهده الميمون من مكانة وما تنتظره من أوامر ملكية خاصة بها لتعزز موقعها وترفع من مكانتها وتخط لها الطريق إلى جانب صنوها الرجل. (فالإنسان السعودي.. امرأة ورجل) هو بلا شك في قلب المليك المفدى سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-. شاعر وكاتب - عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي والمدير الإداري