تواصلت أمس الردود المنددة بإعدام تنظيم «داعش» الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً. واستنكر العديد من علماء الدين هذه الجريمة. ووصفها شيخ الأزهر أحمد الطيب بأنها «عمل إرهابي خسيس» داعياً في بيان صادر مساء الثلثاء إلى «قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابيي التنظيم الشيطاني» موضحاً أن «هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم ... أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف». وأهاب الأزهر «بالمجمتع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله». وأوضح الأزهر أن الإسلام حرم «التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي». وأشار الأزهر إلى أن هذه العقوبة يستحقها «هؤلاء البغاة المفسدون في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله» في إشارة إلى حد الحرابة الذي ينص عليه القرآن الكريم لقطاع الطرق ومن يقومون بإرهاب الناس وأعمال السلب والنهب. وفي قطر أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي بياناً يدين فيه بشدة إعدام تنظيم «داعش» للطيار الأردني، ووصف ذلك بأنه «حادث إجرامي مخالف للشرع الحنيف وللسنة النبوية الصحيحة ولعمل المسلمين خلال القرون وأنه لم يراع أصول الشرع ولا قواعد اجتهاد فقهي سليم ولا غيرها من ضوابط إصدار الفتوى أو الحكم الشرعي». وأكد أن «هذا التنظيم المتطرف لا يعبر عن الإسلام في شيء وإنما تسيء تصرفاته للإسلام دائماً مما يؤكد تورطه في مؤامرات ممتدة شرقاً وغرباً تهدف للإساءة إلى الإسلام وأهله». ومساء الثلثاء، دان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إعدام الطيار الكساسبة معلناً مساندة بلاده للأردن «في مواجهة تنظيم همجي جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية». وسارع الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إدانة هذه الجريمة، معتبرين إياها عملاً «همجياً» و»فعلة دنيئة» ودليلاً على «وحشية» التنظيم الجهادي. وأعرب المتحدث باسم بان كي مون عن «تضامنه مع الحكومة والشعب الأردنيين»، وحض على «مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف». وشجب مجلس الأمن الجريمة بشدة، ودان في بيان ما وصفه بـ «عمل شنيع وجبان» معتبراً أن «هذه الجريمة تثبت مجدداً أن وحشية تنظيم داعش لا تميز بين الأديان والأعراق والجنسيات ولا تقيم أي اعتبار لأبسط القيم الإنسانية». وشدد المجلس في بيانه وبإجماع أعضائه على «الحاجة إلى جلب مرتكبي الأعمال الإرهابية إلى العدالة» وعلى أن «المسؤولين عن قتل الكساسبة يجب أن يخضعوا للمحاسبة». وأكد أن داعش «يجب أن يهزم» وعلى «ضرورة التصدي للعنف وعدم التسامح والكراهية التي ينشرها هذا التنظيم الإرهابي». وأضاف أن «أعمال داعش البربرية لن تثني مجلس الأمن بل ستقوي عزيمته على توحيد الجهد بين الحكومات والهيئات بما فيها دول المنطقة الأكثر تأثراً لمحاربة داعش وجبهة النصرة وكل الأفراد والمجموعات والمكونات المتصلة بتنظيم القاعدة». وطلب «إطلاق سراح كل الأسرى والسجناء لدى هذه التنظيمات في أسرع وقت دون شروط». كما دانت اليابان عملية الإعدام، وقال رئيس الوزراء شينزو آبي إن «ما حصل لا يغتفر، إنها فعلة دنيئة وأنا أدينها بقوة». ودان أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح هذا «العمل الإجرامي»، وقال في برقية تعزية بعث بها إلى العاهل الأردني إن «هذا العمل الإرهابي والشنيع يتنافى مع كافة الأديان والشرائع السماوية ومع القيم والأعراف». ودان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم الإرهابي داعش بحق الشهيد الطيار»، مؤكداً في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الإمارات، أن «هذه الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثّلان تصعيداً وحشياً من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة». كما أعربت البحرين في بيان بثته وكالة أنباء البحرين عن «استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي، والخطر المتزايد لجرائمه اللاإنسانية»، معربة عن تضامنها مع الأردن وشعبه. وأوضحت أن «هذه الممارسات البربرية تتنافى تماماً مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية». وشددت وزارة خارجية قطر في بيان الأربعاء على استنكارها لهذه الجريمة البشعة، واعتبرتها عملاً إجرامياً يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية. كما دانت إيران عملية الإعدام، وقالت مرضية أفخم المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية إن إيران تدين بشدة هذا «العمل غير الإنساني وغير الإسلامي من قبل الجماعات الإرهابية التكفيرية»، معربة عن تعاطف طهران مع عائلة الطيار وشعب وحكومة الأردن. كما دان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان له الثلثاء «الجريمة البشعة التي تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى». وتعقد الجامعة اجتماعاً تشاورياً اليوم على مستوى المندوبين للتشاور في شأن اغتيال الطيار الأردني بناء على طلب الأمين العام للجامعة. ووصف مفتي لبنان عبداللطيف دريان، الذي التقى العربي في القاهرة أمس، إعدام الطيار الأردني بأنه «عمل مستهجن وفظيع ولا يرضى به دين ولا أخلاق ولا إنسانية» ودعا إلى «تكاتف الجهود العربية في مواجهة الإرهاب والأزمات الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية في الوقت الراهن». واستنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان إعدام الطيار الأردني على يد تنظيم «داعش»، وقال إن «الشهيد الكساسبة قضى دفاعاً عن وطنه وشعبه وأمته ضد الجهات الإرهابية الضالة التي تعمل من أجل تشويه صورة العرب والمسلمين، بوحشية وهمجية لا تمت للإسلام وتعليماته السمحة بأي صلة».