تباينت ردود فعل الاطراف السورية ازاء اعلان تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) إعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقاً. وفيما طالب «الائتلاف الوطني السوري» الذي يتخذ من تركيا مقراً له دول العالم دعم المعارضة للتخلص من «ارهاب النظام السوري وربيبه داعش»، اعتبرت قيادة «الجيش الحر»، التي تنسق مع عمان، الكساسبة «رفيقاً في المعركة ضد الارهاب»، ووصف الاكراد الطيار بـ «شهيدهم». وطالب النظام بالتعاون في الحرب ضد الارهاب. وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة انه «يتقبل أيضا التعازي، بهذا الشهيد الذي اختلطت دماؤه بتراب سورية الحبيبة، واختلطت رفاته برفات شهداء الشعب السوري الذين فتكت بهم دولة الإرهاب وبراميل النظام الوحشية». واضاف: «إذ أستنكر هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبتها أيادي نفوسٍ هبط بها الشيطان إلى الدرك الأسفل من الشر، فإنني أتوجه إلى شعوب وحكومات العالم بضرورة العمل على دعم الشعب السوري لإنهاء معاناته من إرهاب النظام وربيبه «داعش» على حد سواء». وتابع خوجة ان ضربات التحالف الدولي - العربي ضد تنظيم «داعش» في عين العرب (كوباني) شمال سورية «بالتنسيق مع قوى المعارضة السورية على الأرض اثبتت أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بالتنسيق والعمل من خلال هذه القوى ومن خلال دعم وتقوية الجيش الحر الذي يحارب النظام و»داعش» ويحقق الانتصارات رغم إمكاناته المتواضعة»، مختتماً بـ «تقديم العزاء لعائلة الشهيد معاذ وعشيرة الكساسبة والشعب الأردني الذي احتضن إخوانه السوريين وإلى الملك عبدالله بن الحسين. كما أتقدم بعزائي لجميع عوائل شهداء الشعب السوري الذين يقضون يومياً حرقاً أو تحت قصف القنابل والرصاص أو قتلاً تحت التعذيب بإدارة نظام الإجرام القابع في دمشق». من جهتها، اعلنت القيادة الجنوبية لـ «الجيش الحر» التي تقاتل قوات النظام قرب الاردن تقديمها «العزاء إلى عشيرة الكساسبة وشعب الأردن وملكه باستشهاد رفيقنا في المعركة ضد الارهاب، ومشاطرتهم العزاء جراء استشهاد الكساسبة على أيدي عصابة الارهاب والتطرف». وفي دمشق، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الحكومة السورية حضّت الأردن على العمل معها في مواجهة «داعش» و»التعاون في مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم «داعش» وجبهة النصرة الذراع الإرهابي لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما في سورية والمنطقة». من جهتها، رأت صحف سورية رسمية ان اعدام «داعش» للكساسبة نتيجة دعم عمان للمجموعات المسلحة المقاتلة ضد النظام السوري. وكتبت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام: «بدأت نار التنظيم الإرهابي تحرق الأردن بعد أن سهلت عمان على مدار أربع سنوات ماضية من عمر الأزمة السورية تسلل آلاف السلفيين عبر الحدود للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة ضد الجيش العربي السوري». ورأت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحاكم ان «الاردن بدأ يحصد نتائج دعم نظامه للارهاب». وعلى صعيد رد الفعل الكردي، تبادلت مجموعات من المقاتلين الاكراد في مدينة عين العرب العزاء بالطيار الاردني، معتبرة ان الكساسبة هو «أحد شهداء كوباني»، بحسب ما ذكر صحافي كردي في المدينة. وعاهد «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في بيان الشعب الاردني بـ «الثأر» لطياره. وقال مدير اذاعة «آرتا أف أم» الكردية مصطفى عبدي المتابع للملف الكردي: «بعد الكشف عن قتل معاذ (الكساسبة)، حصلت تجمعات لكتائب ومقاتلين من وحدات حماية الشعب في مدينة كوباني (عين العرب) وبعض القرى المحررة المحيطة بها، تم فيها تبادل التعازي بالطيار والوقوف دقيقة صمت عن نفسه». واضاف: «كان ذلك بمثابة مجالس عزاء، لان الكساسبة الذي كان يشارك في معركة تحرير كوباني، يعتبر احد شهداء كوباني. والجميع فخور به». واشار الى ان اسم الطيار وصوره سترفع اليوم في عدد من شوارع المدينة «كما سائر شهداء كوباني». ومنذ استعادة المقاتلين الاكراد السيطرة على مدينة عين العرب، تواصل وحدات حماية الشعب مدعومة من مقاتلين في مجموعات عربية مقاتلة مطاردة «داعش» في القرى المحيطة التي احتلها التنظيم المتطرف في طريقه الى عين العرب. وتمكنت من استعادة اكثر من ثلاثين قرية وبلدة من حوالى 350. وقال عبدي انه تمكن من الاتصال بالعديد من المقاتلين الذين قالوا انهم «أهدوا الانتصارات التي حققوها خلال الساعات الماضية، الى روح معاذ». واصدر «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، ابرز الاحزاب الكردية السورية، بياناً تقدّم فيه بالتعزية الى الشعب الاردني والى الشعب الياباني الذي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية أخيراً قتل اثنين من مواطنيه كان يحتجزهما في سورية. وأدرج البيان هذه الاعمال «في سلسلة ممارساته (التنظيم) التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية منذ ظهوره على ساحة الشرق الأوسط». واضاف: «نحن من جانبنا كأبناء الشعب الكردي في روجافا (غرب كردستان)، نعاهد الشعبين الياباني والأردني على الثأر لشهدائهما». وتابع ان «هزيمة هؤلاء في كوباني على يد بناتنا وأبنائنا الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم فداء لحماية الديموقراطية وأخوة الشعوب، ستكون بداية لهزيمة هؤلاء الوحوش لتتخلص منهم البشرية إلى الأبد».