في الوقت الذي أعلنت فيه الرئاسة المصرية قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إلى القاهرة يومي 9 و10 فبراير (شباط) الحالي. استدعت وزارة الخارجية المصرية القائم بالأعمال التركي في القاهرة، للاحتجاج على ما سمته «تجاوزات متكررة» من جانب المسؤولين الأتراك تجاه الشعب المصري وإرادته الحرة، مطالبة أنقرة بوقف بث القنوات الفضائية التي تحرض على الإرهاب في مصر من أراضيها. وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. وخفضت مصر مستوى التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، وطالبت السفير التركي بمغادرة البلاد، كما سحبت السفير المصري في أنقرة. وأمس أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها قدمت احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية التركية ردا على تجاوزات أنقرة المتكررة، حيث قامت باستدعاء القائم بالأعمال التركي بالقاهرة للاحتجاج على هذه التجاوزات. وذكر بيان للخارجية المصرية، أمس، أن «وزارة الخارجية التركية طالعتنا ببيان يعلق على حكم صادر عن القضاء المصري بإعدام بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الذين ارتكبوا جرائم قتل وحرق وتمثيل بجثث 11 من ضباط قسم شرطة كرداسة واثنين آخرين من المدنيين الأبرياء، والشروع في قتل 10 أفراد آخرين من قوة مركز الشرطة وحرق عدد من السيارات والمدرعات، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة، ولم يراعِ البيان مشاعر أسر الشهداء وحقهم في الأصيل إنفاذ العدالة». وأضافت الخارجية: «إن مصر دأبت على تجاهل التعليق على البيانات والتصريحات الصادرة من الجانب التركي، وخاصة أن أقل ما توصف به هذه التصريحات بأنها تثير الاشمئزاز والاستهجان لما تتضمنه من أكاذيب وخيالات، فضلا عن صدورها عن حكومة يتهمها المجتمع الدولي بالانتهاك السافر والممنهج لحقوق الإنسان والاعتداء على المتظاهرين السلميين واقتحام للصحف واعتقال الصحافيين دون محاكمة، وحظر لمواقع التواصل الاجتماعي». وأضافت الخارجية، أنه «كان من الأجدى للخارجية التركية أن تلتفت للشأن الداخلي لإصلاح هذه المثالب ووقف هذه الانتهاكات بدلا من أن تدس أنفها في شؤون الآخرين، فالحكومة التركية بسجلها الحقوقي الراهن أبعد ما تكون عن أن تنصب نفسها حكما أو أن تعطي دروسا للآخرين». واستهجنت الخارجية المصرية، ادعاء تركيا بالوقوف مع الشعب المصري، مؤكدة أن «جميع ممارسات وتصريحات المسؤولين الأتراك تؤكد على معاداة الشعب المصري والانقضاض على إرادته والاستخفاف بخياراته المستقلة. من جهة أخرى, قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة مفاجئة، أمس، لعدد من الوحدات التابعة للقوات المسلحة في إطار متابعة الخطة الشاملة التي تنفذها القوات المسلحة للحرب على الإرهاب في سيناء. ووجه الرئيس بمواصلة التصدي بكل قوة للعناصر التي تهدد أمن الوطن واستقراره، مؤكدا ضرورة الحرص على عدم تأثر المواطنين الأبرياء من العمليات التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة بسيناء. في حين نعت القوات المسلحة المصرية 6 من جنودها الذين لقوا مصرعهم خلال تنفيذ إحدى المهام الإنسانية المكلفين بها ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بدولة ساحل العاج، إثر انقلاب سيارتهم. وأحبطت قوات أمن شمال سيناء، أمس، 3 محاولات إرهابية باستهداف قوات أمنية بمناطق شرق العريش باستخدام عبوات متفجرة، وقال مصدر أمني إن «العبوات زرعها إرهابيون بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح». وتفقد الرئيس السيسي الوحدات التابعة للقوات المسلحة برفقه الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعددا من الأنشطة التدريبية والاستعدادات التي تجريها القوات الجوية وعناصر الوحدات الخاصة في سيناء. وقام الرئيس المصري بالمرور على عناصر من الوحدات الخاصة والوقوف على مدى جاهزية واستعداد تلك العناصر لتنفيذ كل المهام التي ستُسند إليهم في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تستهدف المساس بأمن مصر وسلامة أراضيها. وتابع الرئيس المصري جانبا من التدريبات الخاصة بالتعامل مع العدائيات المختلفة، واقتحام إحدى المنشآت المهمة وتطهيرها من العناصر المسلحة وتحرير المحتجزين بها. وقد أظهرت التدريبات مدى القدرة والمهارة القتالية العالية لعناصر الوحدات الخاصة في التعامل مع العناصر المعادية بسرعة ودقة متناهية. وناقش الرئيس مع عدد من القادة والضباط أسلوب تنفيذ المهام والواجبات المكلفين بها تحت مختلف الظروف، وأشاد بما شاهده من مستوى متميز واحترافية عالية تعكس مستوى الكفاءة والاستعداد القتالي لعناصر الوحدات الخاصة، وطالبهم بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ المهام التي يكلفون بها من أجل حماية حدود مصر وصون مقدساتها، مؤكدا أنهم إحدى الركائز القوية التي تستند عليها القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب. في السياق ذاته، قام الرئيس السيسي بتفقد إحدى القواعد الجوية ومتابعة عمليات الإعداد والتجهيز لإحدى الطلعات التي نفذتها تشكيلات من القوات الجوية ضد الأهداف والبؤر الإرهابية التي تم رصدها، واستمع لشرح من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة لأسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة التي تنفذها القوات الجوية لمعاونة التشكيلات البرية القائمة بعمليات التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية بسيناء. وأثنى الرئيس على المستوى المتميز والقدرات الفنية والروح العالية التي يتمتع بها الطيارون والعناصر المعاونة، وإصرارهم على النجاح في تنفيذ كل المهام التي توكل إليهم ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة لتأمين وحماية الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات الاستراتيجية، وتابع تنفيذ طلعات جوية لعدد من الطائرات المقاتلة وطائرات الإبرار للقيام بإحدى المهام الطارئة. وعقب إقلاع الطائرات، قام الرئيس المصري بمتابعة سير العمليات العسكرية في سيناء من داخل أحد مراكز العمليات الرئيسية للقوات المسلحة، واستمع إلى شرح تناول تقديرات الموقف الراهن والإجراءات المتخذة لتنسيق العمليات بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وعناصر الدعم من القوات المسلحة للقضاء على الجيوب والبؤر الإرهابية وتصفية العناصر التكفيرية بشمال ووسط وجنوب سيناء. ووجه الرئيس بمواصلة التصدي بكل قوة للعناصر التي تهدد أمن الوطن واستقراره، كما أكد ضرورة الحرص على عدم تأثر المواطنين الأبرياء من العمليات التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة بسيناء.