قبل تدشينه بساعات ومنذ صباح أول من أمس الثلاثاء الباكر، بدأت المدارس من مختلف مناطق السعودية تتوافد على مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض، لزيارة المهرجان السعودي للعلوم والإبداع، والتعرف على فعالياته ومكوناته المتمثلة بـ«أولمبياد إبداع، وإبهار العلوم، وملتقى ومضات»، الذي يتنافس من خلاله 605 مشروعات في 17 مجالا علميا في مساري البحث العلمي والابتكار، مقدمة من 762 طالبا وطالبة تأهلوا للتصفيات النهائية، من بين أكثر من 116 ألف مشارك تنافسوا في مراحل الأولمبياد. وتوافد طلاب مدارس التعليم العام الحكومية والأهلية والعالمية من مختلف مناطق البلاد، على مقر المهرجان، منذ الصباح الباكر، للاطلاع على المشروعات المشاركة في التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015» الذي تحتضنه العاصمة الرياض للوقوف على آخر التطورات العلمية التي من المتوقع أن يشهدها العالم في المستقبل بمختلف المجالات، الأمر الذي اعتبره عدد من الطلاب والطالبات ومعلميهم حاضنا للمعرفة والإبداع ورعاية الموهوبين. ولم تغفل اللجنة المنظمة للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015» عن منح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث شارك 20 منهم من الرجال والنساء في تعريف الحضور والزوار بالمهرجان وأهدافه وأقسامه، كما أتاحت لجنة تنظيم المهرجان، الفرصة للشباب والفتيات للمشاركة في تنظيمه، حيث قُدمت دورات تدريبية، لما يقارب 300 شخص. من جهته، أكد الدكتور حمدان المحمد، مدير عام المهرجان، أن «الإقبال الجماهيري في الساعات الأولى فاق التوقعات». مضيفا أنه تفاجأ بوجود الجمهور مبكرا منذ السادسة والنصف صباحا، رغم أن انطلاقة المهرجان كانت خلال الفترة المسائية، الأمر الذي يؤكد تفاعل الجمهور مع جميع مكونات المهرجان من ورش تفاعلية، ومقابلة بعض الطلبة المشاركين في أولمبياد إبداع للاستفسار عن مشروعاتهم، إضافة إلى استعراض تجارب الجهات الدولية والمحلية الكبرى المتخصصة في مجال العلوم، والاستماع إلى نخبة من الخبراء العرب والأجانب في مجال العلوم واستشراف المستقبل والبحث العلمي، متوقعا الاستفادة من الخبرات الذي يقدمها هؤلاء الخبراء، وحرص المنظمون على أن تتضمن هذه المحاضرات فائدة علمية فعلية. وقال الدكتور المحمد: «تشهد العاصمة الرياض، أمس (الأربعاء)، عمليات تحكيم المشروعات المشاركة في أولمبياد إبداع، إضافة إلى ورش عمل متاحة للزوار كافة طوال أيام المهرجان التي تستمر لـ5 أيام من ضمنها جلسة بعنوان (كيف ستغير العلوم حياتنا خلال السنوات الـ50 المقبلة)، وذلك بتنظيم مباشر من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ووزارة التعليم، وشركة أرامكو السعودية وشركة سابك، محتويا 3 مكونات، هي: أولمبياد إبداع، وإبهار العلوم، وملتقى ومضات». وينتظر زوار اليوم (الأربعاء) بدء فعالية «ملتقى ومضات»، الذي يستضيف 8 من المتحدثين والخبراء العرب والأجانب المتخصصين في الموهبة والإبداع والابتكار والعلوم، يلقون مجموعة من المحاضرات العلمية في مجالات مختلفة، تتناول رعاية الموهبة والإبداع والابتكار، واستشراف المعرفة والعلوم المستقبلية، وأهمية اكتشاف ورعاية وتربية الموهبة من أجل رفع الوعي المجتمعي بقضايا الموهبة والإبداع والابتكار، وتعزيز الشغف بالعلوم لدى الطلاب. وكان لـ«إبهار العلوم» نصيب وافر من الإقبال، خصوصا من جانب فئة الطلاب؛ حيث خاضوا تجارب علمية مثيرة، وشاركوا في ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية قصيرة في مجالات الطب والعلوم، وتقوم على تقديم فعالية «إبهار العلوم» 17 جهة محلية ودولية رائدة، وتقدم خلال أيام المهرجان الستة 30 ورشة عمل. ويهدف المهرجان لمساعدة الموهوبين والمبدعين والباحثين على استشراف آفاق المعرفة المستقبلية، كما يعزز الشغف بمعرفة العلوم لدى الطلاب والمعلمين، ورفع الوعي بقضايا الموهوبين والمبدعين عبر إيصال العلوم للطلبة وأفراد المجتمع بوسيلة سهلة، إضافة إلى خلق اتجاه إيجابي نحو العلوم والابتكار والبحث العلمي، كما يشجع النشء على مواصلة التعليم بالتخصصات العلمية، وإشراك الطلاب بالعلوم خارج الفصول الدراسية. ومن ضمن المشاركات التي اعتبرها الزوار إضافة إلى المهرجان مشاركة الدكتور ديكسون الذي يعد من أكثر المفكرين تأثيرا على مستوى العالم، بينما يخص العمل التجاري؛ حيث ألف 15 كتابا ترجمت إلى 36 لغة، تنوّعت مجالاتها بين الطب، والتجارة، وعلم المستقبليات الذي يعد من أبرز رواده في أوروبا. إضافة إلى مشاركة وكالة أبحاث الفضاء الأميركية (ناسا) التي تقدم فعالية تحدي إطلاق الصاروخ بمشاركة رواد الفضاء، وشركة «إنتل» العالمية التي تشارك من خلال غرفة «محاكاة الواقع»، التي سيجري عبرها زيارة أبرز المعالم السياحية والتراثية بالعالم من أرض المهرجان، كما سيقوم الطالب الألماني كريستن كنوبلخ الذي يبلغ من العمر 18 عاما، بمشاركة الطلاب بتركيب وإطلاق القطار الذي يستخدم في المدن الترفيهية العالمية؛ حيث يبلغ طول سكة القطار 40 مترا، بمجسم طوله 7 أمتار في 4 أمتار، يعرض للمرة الأولى خارج ألمانيا.