الصحف العربية الصادرة اليوم عن غضبها الشديد لمقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي ظهر وهو يحترق حيا في مقطع فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء. وقد قع الكساسبة في أسر الدولة الإسلامية بعد سقوط طائرته بالقرب من معقل التنظيم في مدينة الرقة السورية أثناء مهمة ضد التنظيم في ديسمبر/كانون الأول. وقد تعهد الأردن – وهو إحدى الدول العربية الخمس المشاركة في الضربات الجوية على تنظيم داعش – من الانتقام لمقتل الكساسبة. تفوقت على النازية وقد تصدر خبرمقتل الكساسبة الصفحات الأولى للصحف الأردنية التي وصفت قتله بالجريمة البشعة. وتقول جريدة الدستورداعش الإرهابي يغتال البطل الكساسبة، و تعلن الجريدة في عنوان آخر أن داعش الإرهابي الجبان زمرة مجرمة ضالة لا تمت لديننا الحنيف بصلة. ويضيف رئيس تحرير الجريدة محمد حسن التل في مقاله المعنون أي إسلام هذا؟ أن الجريمة البشعة التي أقدم عليها هذا التنظيم الإرهابي ذهبت إلى أبعد مدى في الإجرام الذي لم تشهده حتى العصور الحجرية. وفي السياق ذاته، تقول جمانة غنيمات رئيسة تحرير جريدة الغد جرائم داعش فاقت كل ما يمكن للعقل تخيله، حتى تفوقت على ما ارتكبته النازية. كما تطالب جمانة بالقصاص للكساسبة، قائلة: لنذق الإرهابيين بعضاً من الوجع الذي أصابنا على فقد أحد. أجمل شبابنا الذي لم يرتكب جرما، بل ضحى بحياته دفاعاً عن بلده الأردن، وذوداً عن دينه الإسلامالرد سيكون مجلجلا. والكل لن يصمت على دم معاذ الذي سفكه الإرهابيون بأبشع الصور، من دون أي ضمير أو أخلاق. وفي جريدة الرأي، يحذر رئيس مجلس إدارة الصحيفة سميح المعايطة أنصار داعش من أنه لا مساحة بعد اليوم لأي تعاطف حتى لو كان خفيا، فمن يرفع صوته حتى بهمس متعاطفا عليه أن يدفع الثمن فهو العدو لنا جميعا. وبنفس نبرة التهديد، يقول سمير البرغوثي في الوطن القطرية الآن لا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا، شريفا حرا سوف يرحم إنسانا تعاطف أو ساعد أو ساند هذه الفئة الضالة التي بغت واستبدت في العراق والشام. ويطالب البرغوثي بعدم الاكتفاء بالضربات الجوية، ويقول إن هذا التنظيم الذي أنتجته الحماقات الغربية والأجنبية والعربية حان الوقت للخلاص منه عربيا. فليس صعبا اجتياحه بقوات عربية لأن الغرب لا يريد أن يستقر الحال بقضاء على تنظيم حقق آماله وآمال الصهاينة في أن الإسلام دين إرهاب. وقد أبرزت العديد من الصحف العربية خبر إعدام اثنين من المسجونين - ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي - بعد قتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الطيار الحربي الأسير معاذ الكساسبة بالحرق حيا. دعوات للاتحاد كما أبرزت الصحف الأردنية خطاب الملك عبدالله الذي دعا فيه المواطنين للتكاتف في هذه الأوقات الصعبة. ويقول صالح القلاب في الرأي الأردنية، مكررا دعوة الملك، إن المطلوب من الأردنيين الآن هو التماسك والوحدة ورد كيد المجرمين إلى نحورهم. وتقول جريدة الغد الكساسبة يوحد الأردنيين، وتنقل الصحيفة عن مسؤولين سابقين قولهم إن هذه الجريمة ستدفع لمزيد من التأييد الشعبي والوطني لموقف الأردن في حربه على الإرهاب. ولكن صحيفة الثورة السورية لها رأي آخر، إذ تقول في عنوان لها أهالي الطيار يحمّلون الحكومة الأردنية والتحالف الدولي المسؤولية. وقالت صحيفة السفيراللبنانية في عنوان لها إن فوضى التوحّش تهدّد الأردن بنيرانها، موضحة أن داعش لجأ إلى هذه الطريقة لسببين، الأول ما يعتبره معاملة بالمثل، فالقصف على معاقله يؤدي إلى إحراقها بمن فيها، وبالتالي تكون عقوبة مَن يفعل ذلك الموت بالطريقة ذاتها، والثاني أن الدولة الإسلامية لم تعد تستطيع التراجع عن سياسة الرعب التي انتهجتها منذ انطلاقتها، ومن المتوقع أن تستمر في ابتكار أساليب جديدة كلما فقد أسلوب ما رهبته، أو كلما تطلّبت المرحلة زيادة ما يعتقد أنه جرعة خوف. صور وأبرزت الصحف العربية الأخرى إدانة بلادها لقتل الكساسبة. إذ تقول جريدة الرياض السعودية إن إحراق الكساسبة حيا يعري داعش، والمملكة تستنكر. كما أبرزت صحف قطرية – منها الوطن والراية – إدانة الدوحة الشديدة للجريمة الشنعاء. وعلى الرغم من أن من أن الصحف الأردنية لم تحمل أي منها صورا تظهر الكساسبة وهو يحترق، فإن صحفا أخرى في مصر، والسعودية، والعراق نشرت صورا للطيار الأردني والنيران تلتهمه.