×
محافظة حائل

بدء الأعمال التنفيذية لإطلاق رالي حائل 2015 في نسخته العاشرة

صورة الخبر

وزارة الشؤون الإسلامية مسؤولة عن أئمة المساجد والمؤذنين والدعاة وأهل الوعظ وأهل الأوقاف من الخيرين، وعن كثير من المهن الفاضلة، فهل يحتاج هؤلاء إلى وزير ووزارة تنظم عملهم، وهم في غالبهم أهل خير وصلاح ويؤدون وظائف دينية لها قيمة ثقافية واجتماعية مهمة؟ بالطبع يحتاجون إلى ذلك. وزارة التعليم مسؤولة عن الأكاديميين والمعلمات والمعلمين والطلاب والطالبات، وغالب هؤلاء يفترض فيهم العلم والتعلم وأخلاق راقية، فهل يحتاج هؤلاء إلى وزير ووزارة تنظم شأنهم وتراقبهم؟ بالتأكيد نعم. رئاسة الحرمين الشريفين تشرف على نخبة الأئمة ممن يصلون بالناس في أقدس مسجدين، كلهم من حفظة كتاب الله، يقفون على أستار الكعبة، وقريباً من قبر سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كل يوم في خشوع نعرفه عنهم، تزيده روعة وهيبة وجلال المكان، فهل يحتاج مثل هؤلاء إلى رئيس يدير شأنهم وينظم أداءهم؟ بالطبع هم أيضاً كذلك. هيئة الأمر بالمعروف لديها منسوبون ميدانيون يؤدون شعيرة إسلامية، ويفترض أن سوادهم الأعظم يعرف معنى المعروف والدعوة والنصح بالحكمة والموعظة الحسنة، فهل يحتاجون إلى رئيس ورؤساء مراكز يديرون مهمتهم الإسلامية الجميلة؟ بالتأكيد يحتاجون إلى ذلك. منذ خلقت الدول، وهي تدير شؤون البلاد والعباد، وما المسؤولون الذين يكلفون بأي قطاع إلا ممثلون لولي الأمر، ومنفذون لأنظمة وقوانين وسياسات يضعها ولي الأمر بعد أن يستشير أو يستمع لخبير، فلا يمكن لأي مسؤول أن تكون الإدارة بمزاجه الشخصي، أو رؤيته الأحادية، لكنها يمكن أن تكون بطريقته الإدارية الخاصة في تنفيذ وتطبيق النظام، أو تغييره وتطويره إذا لزم الأمر، أو جاءه أمر ولي الأمر. أقول هذا تعليقاً على بعض الشماتة أو السخرية، أو إظهار الفرح وكأنه انعتاق من أسر مسؤول سابق، هو في الحقيقة ليس إلا موظف دولة، وأكتب مشيداً وسعيداً بالرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالرحمن السند، الذي بدأ يومه الأول في وظيفته بملاحقة المحتفين بإعفاء سلفه الرئيس السابق للهيئة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، الذي وجه خطاباً عاجلاً بأنه «في حال وجود أحد من منسوبي الهيئة بينهم بشكل فعلي يتم الرفع باسمه للرئاسة وإحالته للتحقيق». لقد قدم الشيخ عبدالرحمن السند لوحة من المشهد «السلماني» الذي عرفناه لعقود، إدارة صارمة لا شخصنة فيها ولا تحميل للأمور أكثر مما تحتمل، بل أنظمة دولة ارتكزت على الشريعة منبعاً، والقانون مسلكاً، ملكاً بعد ملك. لقد ذكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته للأمراء والوزراء بعد أدائهم القسم أن هذه المملكة على نهج واضح منذ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وحتى الملك عبدالله رحمه الله، قالها وعلى يمينه مفتي البلاد، وحوله كباء العلماء والمشايخ، وهم على قدرهم وعلمهم ومكانتهم في وجدانه ووجداننا أيضاً يعملون ويخدمون البلاد والعباد، وفق آلية ونظام وضعته الدولة، وعلى الجميع احترامه قبل تنفيذه، فليس هناك رئيس جهة أو وزير أو أي مسؤول يتصرف إلا وفق ذلك، ومنهم رئيس الهيئات السابق. mohamdalyami@