عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة خاصة للتعزية في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المُعلمي، وممثلو مختلف الدول والمجموعات بالأمم المتحدة. وقدم مندوبو مجموعات الدول في الأمم المتحدة في كلماتهم تعازي دولهم لقيادة المملكة وشعبها بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والتزامهم بالتعاون مع المملكة. وعدّدوا في كلماتهم التي ألقوها بالنيابة عن مجموعاتهم القارية في الجمعية العامة للأمم المتحدة مآثر الملك الراحل في خدمة بلاده، والأمن العالمي، والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ودوره في دعم السلام بمنطقة الشرق الأوسط ووقوفه -رحمه الله- أمام موجة العنف والإرهاب ودوره في تطوير المملكة. وأعربوا عن خالص تمنياتهم للمملكة بالمزيد من التطور تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته بالملك عبدالله بن عبدالعزيز وإسهاماته في مجالات السلم والأمن والعمل الإنساني واصفًا إيّاه بالقائد الحكيم والرحيم الذي أرشد جهود التنمية في المملكة وعمل لمعالجة التحديات الماثلة أمام السلم والأمن والتصدّي للإرهاب، وكرّس طاقاته للسعي لتحقيق التصالح والتفاهم بين شعوب الثقافات المختلفة. وأوضح بان كي مون أن الملك عبدالله كان بطلاً في جهود محاربة الجوع مشيرًا إلى تبرع المملكة بخمسمئة مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي عام 2008 أثناء أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمساهمة المالية الضخمة التي قدمتها للجهود الإنسانية في سوريا والعراق العام الماضي. وبيّن أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- قام أيضًا بمبادرات مهمّة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات مشيرًا إلى لقائه الأخير بالملك عبدالله في جدة في شهر يوليو الماضي الذي ركز بشكل رئيس على حل الصراع في منطقة الشرق الأوسط وإحياء مبادرة السلام العربية التي كان القوة الدافعة لها. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أحدثت أثرًا في العالمين الإسلامي والعربي والمجتمع الدولي. قائد وزعيم فذ إثر ذلك ألقى مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المُعلمي كلمة المملكة قال فيها: إنه برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- فقد العالم نجمًا مضيئًا وزعيمًا فذًّا طالما تطلع العالم إلى قيادته، وكان رجل دولة طالما لامست يداه قلوب الإنسانية في كل مكان. وقال السفير المعلمي: إن الملك عبدالله قدم مساعدات للجائعين والمحتاجين عن طريق برنامج الغذاء العالمي، وقدم العون للمنكوبين والمتضررين من الفيضانات والكوارث الطبيعية والأمراض الوبائية في كل قارات العالم، وكانت أحاسيسه -رحمه الله- تفيض بحب السلام والتعارف والتواصل بين شعوب الأرض فأطلق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات من هذه المنصة وكان باستمرار نصيرًا للأمم المتحدة ولميثاقها ومبادئها وللدعوة إلى السلام والوئام في العالم. وأشار إلى توافد عدد كبير من قادة وزعماء الدول إلى المملكة خلال الأيام الماضية لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاته -رحمه الله- ومشاركة المملكة حزنها. ونقل السفير المعلمي في ختام كلمته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي حمل الراية وسيواصل المسيرة -بإذن الله- على نهج الملك الراحل مادًّا يد الحب والصداقة والتعاون إلى كل دول العالم. وأعرب رئيس الجمعية العامة الـ69 للأمم المتحدة سام كوتيسا من جانبه عن تعازيه في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وقال: لقد ترك الملك الراحل إرثًا عظيمًا في إسهاماته الكبيرة في تطور المملكة والمنطقة والعالم، مبينًا أن قيادته ورؤيته في بلاده أدت لحصول تطور كبير في المنطقة، وأن جهوده ساعدت بأن تتمتع المملكة بشراكة بالعمل والشراكة العالمية، وأن جهود الملك عبدالله في تعزيز الحوار والتوافق والسلام سوف تبقى دائمًا وخاصة في خطواته التي قدمها في مبادرته للسلام في الشرق الأوسط للبحث عن السلام الدائم في المنطقة. داعم للامن والسلام ثم ألقى مندوب هايتي كلمة مجموعة الدول اللاتينية والكاريبي أكد فيها أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وضع المملكة في مسار أثار الإعجاب، وجعل منها أنموذجًا من الاستقرار في منطقة تمزقها الحروب، مؤكدًا أن الملك الراحل كان ذا شخصية محترمة وحكيمة، وله دور كبير في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأوضح أن الملك عبدالله كان من الداعين للسلام، وعمل من أجل السلام وتخطي الخلافات، وقدم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط، وأسهم في جعل المملكة بلدًا رائدًا في المنطقة وحاملاً لطموحات كبيرة في بناء عالم أفضل معطيًا الأولوية في خدمة البشر والسلام والتضامن العالميين، مبينًا أن خسارته ليست للمملكة أو العرب أو المسلمين، لكنها خسارة للعالم أجمع. وقال مندوب النمسا نيابة عن دول أوروبا الغربية: إن وفاة الملك عبدالله أثرت بنا، مقدمًا التعازي لحكومة وشعب المملكة. وأوضح أن الملك عبدالله كان ذا رؤية واسعة وإنجازات وإصلاحات كبيرة، حيث حققت المملكة في عهده ازدهارًا كبيرًا للشعب السعودي ولبلاده، وكانت له إسهاماته في تطوير الشباب عبر إطلاق المنح الدراسية للطلاب السعوديين وجهوده في مكافحة الإرهاب، ومبادراته في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سيكون مكملاً لمسيرته. برنامج طموح للابتعاث وقدمت مندوبة الولايات المتحدة الدولة ـالمضيفة لمقر الأمم المتحدةـ سامانثا باور بدورها تعازيها في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وقالت إن الملك الراحل أطلق برنامجًا طموحًا لابتعاث أكثر من 80 ألف سعودي يدرسون في الولايات المتحدة، و33 ألف طالب يدرسون في بلدان أخرى. المزيد من الصور :