نبذة بسيطة عن شلالات نياجارا ( Niagara Falls)، تقع الشلالات بين مدينة نياجرا في ولاية نيويورك الاميركية ومدينة نياجرا في مقاطعة اونتاريو الكندية. وغابات الامازون في البرازيل، طيب بما ان الشلالات تقع بين امريكا وكندا والغابات في البرازيل، وش علاقة السعودية في الموضوع؟ السؤال وجيه وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب!، المقال ليس عن الغابات ولا عن الشلالات، ولكن حول سلوكنا في التبذير والاسراف وهذا المقال بالذات مخصص حول آفتين من آفات الاسراف في بلدنا، آفة قطع الاشجار وآفة هدر المياه و(يادوب) تكفي مساحة المقال للحديث عنهما. الاحتطاب الجائر آفة موسمية، ففي مواسم الشتاء تتكرر نفس المشاهد مع كل موسم، سيارات محملة بالحطب، تنتشر (رزم) او ربطات الحطب عند مراكز التسويق على منافذ المدن لدرجة انه لا يكاد يخلو شارع او محطة من وجود (ونيت) محمل بالحطب وكأن هؤلاء الباعة قد احتطبوا من غابات الامازون وليس من اراض صحراوية قاحلة الشجرات تعد فيها على الاصابع، ومن المشاهد المؤلمة حقا ان تجد من يقتلع الشجرة من جذورها بل ويتفاخرون في تصوير التدمير والعبث دون اكتراث.! ولم يعلم هؤلاء انهم قد اغتالوا البيئة بأكملها وليس فقط شجرة!، سؤال آخر لا يقل وجاهة واهمية عما سبق، ما هو البديل وهل نعتب على من يحتطب لانه يبحث عن المادة او نعتب على من (يشب) لانه يجد الراحة في الاستراحة؟ صحيح جلسات ليالي الشتاء امام المواقد المتوهجة بجمر (القرض والسمر) ممتعة ولها نكهة وتكتمل حلاوة الجلسة مع حمسة القهوة على الجمر وشرب الجنزبيل والشاي الخ كل هذه العوامل الجاذبة لا احد ينكر سحرها، والحل من وجهة نظري في استيراد الحطب، واستخدام الفحم المستورد ومحاربة هؤلاء الباعة وتنمية الحس الوطني حول اهمية البيئة والتبليغ عن كل من يحتطب الخ، اشك في نجاح كل ما سبق لاننا للاسف ما زلنا ننظر للحديث حول البيئة والحفاظ عليها كنوع من الترف الاجتماعي! وهذه آفة بحد ذاتها. ننتقل للآفة الاخرى التي نمارسها في كل صيف، مرحلة الاسراف والهدر المائي، أضرب مثلا بالرياض لانها تقع في قلب الصحراء والموارد المائية فيها شحيحة، ورغم ذلك لاتكاد تخلو استراحة من وجود بركة سباحة وكأننا على مقربة من شلالات نياجرا، وهذا ما نلمسه من كثرة الاعلانات حول توفر برك السباحة في الاستراحات، وكما تعلمون، كلما تعرض السطح المائي للحرارة زادت عملية الهدر المائي عن طريق التبخر وانتم اعلم بدرجات الحرارة في عاصمة بلادنا. الان بعد ذكر العلل والخلل فهل من حلول؟ من الصعب ايجاد حل سحري يقضي على هذه السلوكيات، قد نذكر عوامل مساعدة للترشيد، على سبيل المثال ان تكون برك السباحة مغطاة، صيانة مكائن التنظيف بحيث تقلل من عملية تصريف المياه، إعادة التدوير للمياه وهذا أعتقد موجود، تركيب اجهزة الترشيد والأهم من هذا كله، ان نستشعر اهمية الترشيد من تلقاء انفسنا، لقد حثنا ديننا الحنيف على حسن استغلال الموارد الطبيعية ونهى عن الاسراف والتبذير، الشعوب في الغرب قد تمسكت بقيمنا الاسلامية التي تحث على الاهتمام بالموارد لذا نجدهم يقدسون البيئة ويعلمون جيدا ان الموارد للجميع وليست فقط لمن يملك المال وكلما حافظوا على البيئة تنعموا بمواردهم الطبيعية.. وخير ختام ما قاله نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-، حول الترشيد في استهلاك المياه عندما قال ما معناه، «لو توضأ احدكم امام نهر فلا يسرف»، والحديث الاخر، «لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فليزرعها»، وهل هناك اجمل من هذا الدين في الاهتمام بالبيئة، توفير للموارد وزرع للاجيال حتى ونحن نودع الدنيا. نقول لكل مسرف ان لم تزرع لا تقطع، وان لم تستطع ان تنمي الموارد فلا تسرف، وتذكر ان المال لك ولكن الموارد للجميع. مستشار تدريب وتطوير