×
محافظة المنطقة الشرقية

قادري: هزازي لا يهمني

صورة الخبر

لا يزال تعاظم الخوف لدى السويسريين من نتائج تليين السرية المصرفية في البلاد يدفع بقوة دافعي الضرائب التائبين نحو أحضان السلطات الضريبية أكثر من أي وقت مضى، فقد أكدت آخر إحصائية رسمية زيادة عدد مَن أدان نفسه عفوياً أمام هيئات الضرائب إلى الضعف تقريبا في عام 2014 في بعض المقاطعات مثل جنيف وجورا. وفي المجمل العام، فقد بلغ عدد دافعي الضرائب التائبين في العام الماضي 7250 شخصا، وهو رقم يتجاوز بكثير الـ 5290 حالة المسجلة في عام 2013، على الرغم من أن الرقم الأول لا يتضمن مقاطعتين، هما نيوشاتل وبازل ـ فيل، لأن أرقامهما غير متاحة بعد. وعلَّلت هيئة الضرائب هذه الزيادة القوية، بمخاوف أثارتها العديد من المقالات الصحافية بشأن التبادل الآلي للمعلومات، وقرب اختفاء السرية المصرفية، ومشروع تعديل القانون الجنائي المتعلق بالتهرب من الضرائب، نحو مزيدٍ من التشديد. وبهذه الأرقام المتعلقة بأولئك الذين استيقظت ضمائرهم، عادت كميات ضخمة من الأموال الموضوعة في الخارج إلى موطنها في سويسرا حيث تم الإعلان عنها، والأكثر بساطة من ذلك، أن كثيراً من دافعي الضرائب أرادوا جني الفوائد التي تم تقديمها للتائبين الذين يعلنون طوعاً تهربهم من الضرائب، أهمها عدم إخضاعهم للعقوبة. ومثل هذه المراحم موجودة على نطاق واسع، فالعفو الضريبي الذي أطلقه الحكومة الاتحادية عام 2010 غير محدد بزمن معين، لكن دافعي الضرائب يتمتعون بمرة واحدة فقط للإعلان عن توبتهم دون أن يتم معاقبتهم، فأكثر من توبة ليست توبة. وهذا العفو موجود أيضاً على مستوى المقاطعات، كالذي انتهي لتوه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مقاطعة جورا، أما في مقاطعة فريبورج، فقد طلب برلمان المقاطعة من الحكومة المحلية إطلاق عفو آخر هذا العام أيضاً، بينما في مقاطعة تجينو (الناطقة بالإيطالية)، فإن أولئك الذين "أخفقوا" في الإعلان عن رؤوس أموالهم، وغيرها من الأصول للهيئة الضريبة، سيستفيدون من عفو جديد حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2015. وحول تزايد ظاهرة عدد التائبين، أوضح لـ"الاقتصادية"، فرانسوا فرواديفو، المسؤول في هيئة الضرائب السويسرية، أن التغطية الإعلامية الواسعة للقضايا الشهيرة المتعلقة بالأصول غير المعلنة وما آلت إليه من نتائج تدميرية للمتهربين من دفع الضرائب، مثل قضية، أولي هونيس، الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ الرياضي، يمكن أيضا أن تكون قد دفعت الناس للإعلان عن توبتهم بأنفسهم. ورداً على استفسار من "الاقتصادية" بأن هناك المئات من الحالات السابقة المماثلة لحالة، هونيس، قال المسؤول السويسري، إن الخطوة التي اتخذتها هيئات التعليم منذ بضع سنوات بتدريس مادة الضرائب وجوهر عملها لطلاب الصف الأول المتوسط (13 عاماً) وحتى دخول الطالب ميدان العمل، وتعريفه بأهمية الضرائب للاقتصاد والدورة الاقتصادية، وكيف يمكن لدافع الضرائب أن يستفيد من الضرائب بمعدلات قد تفوق في بعض الأحيان ما يدفعه، ساعد في تغيير الكثير من الثقافات. وأضاف فرواديفو، أن المواقف والعقليات تغيرت بالمضي قدما نحو الأمام، فالمال غير المعلن لم يعد ينظر إليه كمالٍ نظيف، ونظرة المجتمع للمتهرب من الضرائب قد تغيرت، بعدما أخذ الصدق الضريبي يحتل حيزاً مهماً في ثقافة المجتمع، يوماً بعد يوم. وفي جنيف، ووفقا للأرقام المؤقتة، فقد أعلن نحو 900 من دافعي الضرائب عن توبتهم في عام 2014، مقابل 498 في عام 2013، وكان هذا الرقم الأخير برغم تواضعه، أعلى من الأرقام كافة خلال السنوات الست الماضية، طبقاً لأرقام إدارة الضرائب السويسرية. وفي مقاطعة جورا، سجلت هيئة الضرائب تعاظماً في أرقام التائبين خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، وهي أرقام مرشحة للصعود، فقد تم في الوقت الحاضر تسجيل حضور نحو 500 تائب في هذه المقاطعة، بينما عالجت مقاطعة "فاليه" ملفات 173 تائباً، أو ما يُعادل 44 أكثر من عام 2013، وهو أيضا رقم قياسي. في مقاطعة فريبورج، كان هناك 142 تائباً متطوعاً في 2014، أو41 أكثر من السنة السابقة، وهو رقم قياسي أيضا، حسب معطيات الإحصائية، أما مقاطعتا، فو، ونوشاتل، فلم تقدما أي أرقاماً بعد، لكن الإحصائية أشارت إلى أن هناك مؤشراً نحو زيادة عدد التائبين في نوشاتل، لكن تسوية الأرقام لم تنته بعد. وتختلف الصورة في سويسرا الناطقة بالألمانية حيث الصناعة والمال والثراء الحقيقي، فقد سجلت، زيوريخ، العاصمة المالية للبلاد، أكبر عدد من دافعي الضرائب الذين أعلنوا طوعاً عن تهربهم الضريبي، برقم يتجاوز الـ 1500 شخص بقليل، أو بزيادة 205 أشخاص عن عام 2013 (1300 تائب). وبلغة المال، كانت الزيادة بحدود 73 مليون فرنك (82 مليون دولار) لمصلحة هيئة الضرائب من التائبين الجدد فقط، وجاءت العاصمة، بيرن، في المركز الثاني من هذا التصنيف، إذ كان عدد التائبين 840 (+ 190) عن عام 2013، ووصل مجموع المبالغ المتحصلة من التائبين الجدد نحو 22.5 مليون فرنك (25.2 مليون دولار). وفي وسط سويسرا، حيث مقاطعات، شفايتز، ولوسيرن، ونيدفالد، وأوبفالدن، وأوري، وجميعها ناطقة بالألمانية، تم تسجيل 849 تائباً من دافعي الضرائب العام الماضي، مقابل 708 في عام 2013، ما يعني أن هناك زيادة من حيث العدد في المقاطعات كافة باستثناء زوك.