فيما يبدو أنه رد على هزائمه المتكررة أمام الثوار خلال الفترة السابقة، لا سيما في حلب ودرعا وريف دمشق، أقدم طيران النظام السوري أمس على ارتكاب مجزرة جديدة تضاف إلى سجله الدامي، إذ قصف أماكن عدة من مدينة دوما في غوطة دمشق المحاصرة. واستهدف القصف المباني السكنية في المدينة والمدارس، بالتزامن مع خروج الطلاب من مدارسهم، إذ شنت المقاتلات عشر غارات أطلقت خلالها الصواريخ الفراغية، مترافقة مع قصف مدفعي على المدينة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء. وأفاد شهود عيان بأن أجساد الضحايا تحولت إلى أشلاء، في حين يعاني عدد من المصابين من حالات بتر في الأطراف، وغالبية الإصابات حرجة، ما قد يرفع حصيلة الشهداء. وفي بلدة جاسم بريف درعا، قتل 12 شخصا على الأقل، فيما أصيب 25 آخرون إثر تنفيذ طائرات نظام الأسد الحربية أربع غارات جوية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد الضحايا مرشح للزيادة بسبب وجود جرحى في حالات خطرة. في غضون ذلك، كشفت مصادر إعلامية أن النظام خسر أكثر من 205 قتلى، ما بين ضابط وجندي خلال الأيام الأخيرة في مناطق سورية عدة، أغلبهم ينحدر من المنطقة الساحلية. وقالت شبكة "سراج برس" إن من أسماء القتلى التي وثّقها ناشطو الشبكة، اللواء أيمن نديم صقير، والعميد الركن الطيار مدحت خير الله، الذي قتل عقب إسقاط طائرته في بئر القصب في القلمون بدمشق، وقائد غرفة عمليات أريحا، العقيد "عيسى بطرس"، ومسؤول الدبابات في بالجبل الغربي لمدينة الزبداني، العقيد الركن المظلي رائد دربولي، والعقيد طالب خير بيك، والمقدم ماجد جديد، والمقدم علاء محمد مسلم، والرائد إبراهيم محمد بدر، والنقيب يزن الجبلاوي، والملازم يوسف السلوم، والملازم سمان صالح عجيب، والملازم سامر يوسف عبود، والملازم أول أكوب سابا. وأضافت الشبكة أن أكثر من 65 ضابطا وجنديا قتلوا خلال المعارك الدائرة في جبل الأربعين بريف إدلب، إضافة إلى أكثر من 50 آخرين، لقوا حتفهم أثناء محاولة قوات النظام استعادة السيطرة على حاجز الزابل في الزبداني بريف دمشق، إضافة إلى مقتل 70 عنصرا في حلب وريفها، و15 عنصرا أثناء الاشتباكات التي دارت حول مطار دير الزور العسكري. قتل تسعة أشخاص بينهم ستة لبنانيين في التفجير الذي استهدف في وقت متأخر ليل أول من أمس، حافلة تقل زوارا لبنانيين قرب مقام شيعي في دمشق، وهو الحادث الذي تبنت جبهة النصرة مسؤوليته. وقالت الجبهة في بيان "ليعلم حزب الله أن اعتداءاته على أهلنا في سورية لن تمر من دون حساب". بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "ارتفع إلى تسع عدد الذين قتلوا في التفجير الذي وقع في منطقة الكلاسة بدمشق، إضافة إلى نحو 20 جريحا أصيبوا بإصابات متفاوتة. من جهة أخرى، أظهرت وثائق نشرت أمس أن موازنة الرئيس الأميركي باراك أوباما لعام 2016 تطلب تخصيص 8.8 مليارات دولار لتمويل جهود الولايات المتحدة في قتال تنظيم "داعش" المتشدد، وتعزيز الجيش العراقي، وتقوية المعارضة "المعتدلة" في سورية. وخصص نحو 5.3 مليارات دولار لوزارة الدفاع بما في ذلك الأموال الخاصة بتمويل الضربات الجوية، و3.5 مليارات دولار لوزارة الخارجية، وهذه الأموال جزء من طلب إدارة أوباما 58 مليار دولار لتمويل العمليات الطارئة في الخارج.