أمس، انطلقت قناة العرب من البحرين، سبق ظهورها ترقب طويل، ليس لافتقار العرب إلى قنوات إخبارية متخصصة بل لكثرتها! لم ترد القناة أن تدخل الساحة بهدوء، فكان ضيف نشرتها الأولى معارض بحريني كرسالة على مدى التزامها بوعودها بطرح مختلف وجهات النظر، لتعفي الدولة المستضيفة من الحرج! ولم تشأ أن تطأ أرض الأخبار الملغومة بتواضع، فقدمت المخضرمة ليلى الشيخلي في أول أيامها كرسالة أخرى. ليلى تنقلت بين كبرى الإخباريات الناطقة بالعربية، بدءا من الشبكة الإخبارية العربية الأميركية ANA، مرورا بـbbc عربية، mbc، تلفزيون أبو ظبي، وأخيرا قناة الجزيرة الإخبارية، وهي بلا شك ـ مع هذه السيرة الذاتية الثرية ـ مكسب لقناة العرب، يشعر وجودها المشاهد بالألفة، ولها قدرة على امتصاص المعلومات من ضيوفها بأدب بالغ، ولكن المشاهد يريد بعد عودة القناة أكثر من وجه جميل مألوف، ومذيعة ذات حضور قوي، فالأخبار اليوم هي شكل ومضمون، لذلك تخصص القنوات الإخبارية الكثير من موازنتها لأعمال الجرافيك والفواصل المتحركة، وتتنافس على أفضل الفنانين في هذا المجال الحيوي المعبر عن الهوية، كما أن الفواصل الإعلانية الإعلان عن برامج القناة يجب أن تظهر بشكل مدروس، وكثرة تكرارها على فترات قصيرة ليس في مصلحة القناة ولا البرنامج الذي تعلن عنه، والأهم أننا اليوم لا نشاهد نشرات الأخبار لنعرف ولكن لنفهم. فالمعلومة تأتينا على جوالاتنا كل ثانية، ولكن الذي يستطيع أن ينظم شتات هذه المعلومات ويسهل علينا فهمها ومدى تأثيرها علينا هو الذي سيكسب في نهاية الشوط. الوطن