صلاح سيد. الدوحة، 3 فبراير/شباط (إفي): لم يخرج رده طيلة البطولة كلما سئل عن الأمر عن وجه صارم مقطب، وعبارة قد تتغير لغتها بين الإنجليزية والإسبانية، لكن لا تتغير كلماتها المحسوبة بدقة: إنني مدرب.. اسألوني فقط عن كرة اليد. لكن في آخر أيام بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد التي استضافتها قطر خلال الفترة من 15 يناير/كانون ثان إلى الأول من فبراير/شباط الجاري، عدل الإسباني باليرو ريبيرا مدرب العنابي موقفه بعض الشيء وأظهر رأيا، وإن كان تجنب كعادته الصراحة المباشرة. ففي مقابلة مع وسائل الإعلام الإسبانية التي قامت بتغطية فعاليات البطولة، ومن بينها وكالة (إفي)، أعقبت مباراة النهائي التي خسرها فريقه 25-22 أمام نظيره الفرنسي، سئل المدرب مجددا عن الأمر ورد قائلا: لم أتحدث من قبل عن هذا الأمر، لذا لا أريد الحديث عنه الآن. لكن ريبيرا فاجأ الحاضرين عقب المقابلة بقوله لدي ملاحظة أخيرة: لسنا كثيرين في عالم كرة اليد، وأعتقد أن هذا يلزمنا بأن نكون أكثر اتحادا، هذا من ناحية. وأضاف من ناحية أخرى، الأوضاع السائدة في العالم اليوم لا تسمح بالتقليل من شأن أحد، وإذا كان هناك أناس يدعمون الرياضة حقا، فعليهم أن يبدوا قدرا من الامتنان. وبعيدا عن تلك القضية، أبدى المدرب الإسباني رضاه عن المونديال الذي قدمه فريقه بالفعل سعيد بالطريقة التي انتهت بها أول بطولة كبيرة لنا. كما قيّم مباراة النهائي بشكل جيد في الحقيقة. بالطبع كنا نريد الفوز، لكننا واجهنا فريقا فرنسيا يتمتع بخبرة كبيرة، أظهر قدراته وحسم المباراة في الأوقات الأهم. وأضاف أنا فخور وسعيد جدا بعمل اللاعبين، الذين ظلت لديهم فرصة حتى آخر ثلاث أو أربع دقائق لقلب النتيجة، وأعتقد أن هذا النجاح -الذي لا زلت أراه نجاحا- يستحقه الناس هنا. إنني سعيد بتقديم المساعدة وأشعر بسعادة كبيرة. وتابع الأمر كله يمثل حلما أن ألعب النهائي هنا على أرضنا وأن أواجه فرنسا في مباراة متكافئة حتى النهاية، كل ذلك كان حلما لا يمكنني تخيله. والآن أريد تهنئة الاتحاد ورئيسه أحمد الشعبي، الذي اعتبره شخصا عبقريا، ومساعدي جميعا، وأحفادي الثلاثة الذين أعرف أنهم كانوا يشاهدون المباراة عبر التلفاز ويشجعوننا. ويؤكد باليرو ريبيرا أن الهدف الرئيسي بالنسبة له لم يكن المونديال الهدف من البداية كان التأهل إلى الدورة الأوليمبية وذلك كان يمكن أن يتحقق عبر طريقين: الفوز ببطولة العالم أو بالتصفيات الآسيوية. لكن أولا علينا الحصول على قدر من الراحة يستحقه الجميع، هذا الفريق لم يشارك قط في الأوليمبياد ويستحق ذلك. وحافظ المدرب الإسباني على ظهوره الثاني على التوالي على منصة التتويج، بعد أن توج باللقب قبل عامين مع منتخب بلاده على أرضه، وهو ما فشلت فيه إسبانيا التي خسرت لقاء تحديد المركز الثالث أمام بولندا. وقال آسف كثيرا لأن إسبانيا لم تتمكن من الصعود إلى منصة التتويج، فلدي حب جارف وامتنان كبير لهؤلاء اللاعبين. والحقيقة أنني تألمت كثيرا كإسباني وكمدرب سابق للفريق وكشخص عمل معهم وكأب، في إشارة إلى نجله هداف المنتخب الإسباني الذي يحمل نفس اسم والده. وأضاف كان لدي أمل كبير في أن نصعد جميعا إلى منصة التتويج. لكن الفريق على كل حال أظهر ما لديه من مهارات. (إفي)