أكدت خبير مالي وجود ما يزيد عن 120 ألف عميل على قائمة اللائحة السوداء بسبب تورطهم بتبعات القروض البنكية وشركات التقسيط وتعثرهم عن السداد، محذرًا المواطنين من الانجراف وراء العروض الائتمانية التي تقدمها البنوك وشركات التمويل والسيارات، وطالب الخبير في مجال البحوث والاستشارات المالية خالد الشليل مؤسسة النقد بالتصدي للحملات التسويقية الشرسة التي تروجها البنوك عبر الاتصالات الهاتفية وقنوات التواصل الاجتماعية والتي كانت السبب فى توريط العديد من الشباب بسبب غياب ثقافة الوعي، مطالبًا السعوديين بالتعرف على أهمية التخطيط للموارد المالية داخل الأسر في المملكة، وأوضح الشليل أن الإحصائية التي صدرت مؤخرًا توضح بأن مجموع ما أنفقه السعوديون في دبي بلغ 450 مليون ريال سعودي باستخدام البطاقات الائتمانية كما أنه يوجد أكثر من 60 بالمائة من المواطنين يملكون تلك البطاقات. وبين خلال تقديمه لبرنامج تدريبي حول «إدارة الميزانية الشخصية وثقافة الدحل» الذي عقد مؤخرًا في برنامج أصنع مهارة الذي تقيمه لجنة التنمية الاجتماعية بحي الروضة في الدمام بأنه توجد إحصائيات أخرى تؤكد بأن الغالبية من المجتمع السعودي إما حصلوا على التقسيط من شركات التقسيط أو من خلال البنوك. ونبه الشليل إلى أهمية نشر الوعي والتعرف على أهمية التخطيط للموارد المالية داخل الأسرة التي تفتقر لها الكثير من الأسر في المملكة حول كيفية حساب نسبة الفائدة والمفاوضة عليها وحساب المرابحة، كما أن المواطنين يجهلون أهمية وطرق الادخار و لم يتعرفوا على وآلياتها وأن الأسوأ من ذلك جهلهم بطرق السداد وجدولة الديون. ولفت بأهمية معرفة الفرد بوعائه المالي والاستثماري، ومن أهم الموضوعات ما هو سلم الإنفاق والأولويات في حياته، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون من 50 إلى 60 بالمائة من إنفاق الأشخاص على المهم مثل شراء السكن والتعليم والتدريب لأنه ينعكس أثر ذلك على حياتهم. وقال إنه مع الأسف أننا نصرف مدخراتنا الخاصة في غير العاجل وغير المهم كالأجهزة اللوحية مثل الجوالات والآي باد والآي بود والأجهزة المحمولة والاستراحات، ويمكن القول بأنه كلما نصرف على شيء مهم سوف ننجح في حياتنا المالية. وأكد الشليل بأن المرأة تقع فريسة للقروض أكثر من الرجل واندفاعهن في التمويل والتقسيط أكبر من الرجل، ويمكن القول بأن الذي يندفع في مجال القروض هو الفرد الذي لا يملك زمام قراره وحياته ويقع تحت تأثير ضغط الزوجة والأبناء، أو مجارة الأقارب والزملاء والأصدقاء أو الذين جنت عليهم أسرهم بتوفير جميع متطلباتهم وحينما استقلوا بأنفسهم لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم مما يشتهون. وشدد الشليل في الختام بأنه ينبغى في الوقت الحالي تبني نشر مفهوم ثقافة الادخار وإدارة الموارد المالية لدى الأسر السعودية في حساب نسب الفوائد وتجنب الوقوع في شرك الإعلانات التمويلية الخادعة التي تدعي إيجاد حلول لجميع احتياجات الفرد الشخصية واللعب على وتر الاحتياجات.