×
محافظة المنطقة الشرقية

أمين الشرقية : التصدي لسلوكيات تشويه الجدران مسؤولية المجتمع

صورة الخبر

عندما أرادت اسرائيل ان تُفشل محادثات السلام بينها وبين السلطة الفلسطينية في عام 2000، في محادثات ما كان يسمى باتفاقيات كامب ديفيد 2، اتجه الاعلام الاسرائيلي الى شخصية الرئيس ياسر عرفات واهمل تماما القضايا المطروحة للنقاش، وبدأ يركز على ضعف امكانية رئيس السلطة في تنفيذ قرارات السلام المحتملة، وقدمته بصورة العاجز عن تنفيذ ذلك، لتقول للعالم ان السلام مطلب لكل شعوب الارض ولكنه مع هذا الشخص متعذر.. وفشلت المحادثات لان السياسة الاسرائلية تريدها ان تفشل، واشتغل إعلامها لخدمة ذلك الهدف. في حال السياسة السعودية لا تجد اعلاما سياسيا يجيد استخدام مهارات اللغة في تحقيق اهداف السياسة الخارجية الا فيما ندر، حرك هذا الهمّ لدي اليوم عندما قرأت في اكثر من مكان تحليلا للسياسة السعودية في العهد الجديد، وكان مركز هذه التحليلات يتمحور حول سياسة المملكة من الثورات العربية، وتقديمها كقوة معطلة لتلك الثورات بسبب مخاوف المملكة من ان تنتقل الثورات لاراضيها، تم صناعة هذه القناعة بمكر وذكاء من أجل نقل الثورة للمملكة، وكذلك من أجل ابعادها من استخدام نفوذها لحماية عمقها الاستراتيجي من التصدع. الذين يصنعون الدعايات السوداء عن المملكة يتحركون في ميدان لا ينافسهم فيه الا خبثهم، فالاعلام السياسي السعودي مشاركاته في توضيح سياسة المملكة مشاركات خجولة في جانب، وبجانب آخر انفعالية، وكان ابرز من استخدم كذبة ان المملكة تسعى لافشال الثورات العربية خوفا من انتقالها اليها الكاتب محمد حسنين هيكل، الذي دائما ما يخبر الاحياء ما فعله بالاموات، ولكن له جملة جدا ممتازة اريد ان استخدمها للرد عليه : " البلد التي لا تستطيع ان تصنع اخبارها لن تجد لها مكانا في خريطة العالم اليوم ".. وللسيد هيكل ومن نقل عنه نقول : ان المملكة لم تتدخل في ليبيا من البداية الى اليوم، فمن يتحمل فشل ذلك ؟ وفي اليمن قدمت المبادرة من شقيقاتها الدول الخليجية واخرجت تلك المبادرة علي عبدالله صالح من السلطة تماشيا مع ثورة الشعب اليمني، وبعدها انقلب من انقلب من الشعب اليمني على المبادرة الخليجية، وعاد صالح بتحالفات جديدة الهدف منها افشال الدور السعودي المساند لخيارات الشعب اليمني، اما سورية فقد كانت المملكة مع ثورة الشعب السوري الى اليوم، وإن جئنا الى مصر فقد كانت تمر القاهرة بتحديات كبيرة تنذر بانهيارها تماما بسبب سياسة جماعة الاخوان التي ضربت كل القوى الثورية في مصر ونهبت ثورته، وبقيت متمسكة بمكاسبها الخاصة على حساب الشعب المصري، ورفضت اجراء انتخابات مبكرة لانقاذ مصر من الانهيار، واعتمدت على تأييد واشنطن لها اكثر من اعتمادها على الشعب المصري.. فإن كان هناك شيء يريد المراجعة في المملكة فهو اعلامها السياسي وليست سياستها الخارجية، فبلد أخرست سياسته دولا كبيرة في تاريخها ونفوذها لا يحتاج للمراجعة ولكن يحتاج لخطاب اعلامي يبشر بسياسته ولا يبررها.