- ما كادت مها حسن تصدر روايتها «الراويات» عن دار التنوير حتى ألحقتها برواية أخرى صدرت عن دار الكوكب- رياض الريس، وعنوانها «نفق الوجود». لكن الرواية هذه تدور في أجواء المأساة السورية والموت في صيغته العامة والخاصة. وقد اعتمدت الكاتبة أسلوباً سردياً مركباً، واقعياً وغرائبياً يستفيد من تقنيات السينما في بناء المشاهد والوقائع وتقطيعها. ومن هذا الجو السردي «ترتفع قبور الموتى، يضيء الجدار متحولاً إلى شاشة عرض، يرقد الموتى في أكفانهم وهم يشاهدون شريط حياتي هناك، وفي الوقت ذاته يدور جهاز التصوير ليصور فيلم وجودي هناك، ووجودي في اللاهناك... ينفتح سرداب أسود ضيق، تنفتح حفرة تحتي توصلني إلى السرداب الطويل، يبتلعني السواد. أصطدم بجثث مزروعة في جدران السرداب، أسمع أنيناً، يستمر هبوطي طويلاً... أهبط وأهبط وأهبط. يدوم الهبوط ولا يتوقف، ولا يصل إلى نقطة، كما لو أنه سرداب لانهائي...».