عوض الرجوب-الخليل أولت الصحفالعبرية اليوم اهتماما ملحوظا بما نشره صحفيان أميركيان عن دور الولايات المتحدة في اغتيال المسؤول العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية في فبراير/شباط 2008. واعتبرت الصحف العبرية أن نشر هذه المعلومات يحمل رسالة مفادها أن إسرائيل لا يمكنها الاستغناء عن الولايات المتحدة. ففي خبرها الرئيس أبرزت صحيفة يديعوت تحقيقي الصحفيين الأميركيين المختصين بمواضيع الاستخبارات جيف ستاين من "نيوزويك"، وآدم غولدمن من "واشنطن بوست" اللذين أكدا ضلوع الولايات المتحدة ودورها الرئيس في عملية الاغتيال. وبينما أشار ستاين إلى دور "ريادي" للولايات المتحدة في الاغتيال، تحدث غولدمن عن "شراكة" في العملية بحسب الصحيفة التي أضافت أن "جهاز سي آي أي أخبر تل أبيب بأن مغنية في طريقه إلى السيارة، فضغطت الأخيرة على الزر". " نيوزويك: السيارة أعدتها سي آي أي مسبقا وأدخلت من الأردن إلى سوريا، وأوقفت في المكان الذي يفترض بمغنية أن يمر به " حملة مشتركة وبحسب تقرير غولدمن، فإن الحديث يدور عن حملة مشتركة جلب فيها كل واحد من المشاركين تجربته وقدرته إلى الطاولة. ووفق التحقيق فإن خلية من "سي آي أي" لاحقت سيارة مغنية في أحد شوارع دمشق، وعندما مر بجانب سيارة الجيب انفجرت عبوة ناسفة صغيرة (شغّلها الموساد) كانت مزروعة في دولابها الاحتياطي في الخلف. وينقل التحقيق الصحفي عن مصدر أميركي قوله إن سلسلة تجارب أجريت على المادة المتفجرة التي استخدمت في تصفية مغنية في منشأة سرية تابعة للسي آي أي، في هارفي بوينت شمال كارولاينا. ووفق الصحيفة فإن تقرير ستاين أكثر تفصيلا ويتضمن أيضا أسماء المشاركين من الطرف الأميركي. وتنقل يديعوت عن مدير وكالة الاستخبارات حينها الجنرال مايكل هايدن قوله إن "مغنية كان رجلا كبيرا جدا، والمس به كان مهما جدا"، لكنه رفض التطرق بأي شكل لمسائل حول الحادث. وبحسب رواية "نيوزويك"، فإن السيارة أعدتها "سي آي أي" مسبقا، وأدخلت من الأردن إلى سوريا وأوقفت في المكان الذي يفترض بمغنية أن يمر به. وخلصت الصحيفة إلى وصف الحادثة بأنها "تشكل مثالا آخر على التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية في تلك الفترة". " معاريف: التسريب يحمل رسالة لحزب الله مفادها: أنتم لا تواجهون إسرائيل وحدها وإنما الولايات المتحدة أيضا " رسالة لجهتين من جهتها، أشارت صحيفة معاريف إلى مشاركة المخابرات الأردنية في العملية، مضيفة أن في التسريب رسالة أميركية لإسرائيل مفادها "أنتم لا تستطيعون من دوننا". كذلك رأت الصحيفة أن التسريب يحمل رسالة لحزب الله مفادها "أنتم لا تواجهون إسرائيل وحدها وإنما الولايات المتحدة أيضا". ولا ترى الصحيفة أن توقيت نشر المعلومات صدفة، وإنما هناك من أراد أن يقول لإسرائيل ورئيس حكومتها "انظروا كم كان التعاون وطيدا بين جهازي الاستخبارات بالدولتين، ومن شأنه أن يتضرر من سياسة رئيس حكومتكم". بدورها رأت صحيفة إسرائيل اليوم أن أهمية ما نشر تكمن في الكشف عن مشاركة "سيآي أي" في تصفية عماد مغنية، بعد أن كان الافتراض الواسع في العالم هو أن جهاز الأمن الإسرائيلي هو من يقف وراء العملية. وفي شأن آخر يتعلق بحزب الله، تطرق اللواء احتياط وقائد سلاح البحرية السابق أليعيزر (تشيني) مروم إلى تبعات التوتر في الجولان بعد اغتيال قيادات من إيران وحزب الله وجنود إسرائيليين. وأوضح أن عدم رد إسرائيل على قتل جنودها "يمثل تمسكا بالهدف الإستراتيجي بعدم جرنا إلى الحرب في سوريا". وتحدث المسؤول العسكري السابق عن مصلحة مشتركة في عدم التصعيد. وتابع "ليس هناك شك بأن حربا شاملة مع إسرائيل أمر غير مرغوب فيه لإيران في هذا الوقت. مصلحتها العليا ومصلحة حزب الله هي الحفاظ على نظام بشار الأسد". وخلص إلى أن الربط بين هذه المصلحة وتجنب مواجهة شاملة مع الجيش الإسرائيلي، من المعقول أن يبقي الهدوء في الشمال على حاله.