تستضيف صالة لوسيل الدولية مساء اليوم (الأحد) المباراة النهائية لبطولة العالم 24 للرجال لكرة اليد المقامة بقطر والتي تجمع المنتخب القطري مع نظيره الفرنسي بطل أوروبا. ويتطلع منتخب قطر الذي حقق إنجازا تاريخيا في هذه البطولة بالوصول للدور النهائي أن يختتمها بالتتويج باللقب العالمي ودخول التاريخ من أوسع أبوابه ليكون أول منتخب آسيوي وعربي وأول منتخب من خارج أوروبا يحرز لقب بطولة العالم منذ انطلاقتها قبل أكثر من 70 عاما. وفي المقابل يسعى المنتخب الفرنسي إلى التتويج باللقب العالمي للمرة 5 في تاريخه بعد أعوام 1995 و2001 و2009 و2011 وبالتالي الانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب بطولة العالم والذي يشترك فيه حاليا مع السويد ورومانيا برصيد 4 ألقاب لكل منهم. وستكون المباراة بالغة الصعوبة على المنتخب القطري بسبب قوة منافسه الذي يعد أفضل فريق في العالم خلال الألفية الأخيرة بالإضافة إلى تتويجه بلقب بطولة العالم 4 مرات وإحرازه لقب بطولة أمم أوروبا 3 مرات أعوام 2006 و2010 و2014 بالإضافة إلى الفوز بالميدالية الذهبية لكرة اليد في النسختين الأخيرتين من دورة الألعاب الأولمبية بكين 2008 ولندن 2012 علاوة على العروض القوية التي قدمها الديوك في هذه البطولة وإطاحتهم بمنتخبات قوية في الطريق نحو المباراة النهائية وآخرها منتخب إسبانيا «حامل اللقب» الذي فاز عليه في الدور قبل النهائي وهو الأمر الذي يجبر العنابي على تقديم أفضل ما لديه من مستوى إذا أراد تحقيق نتيجة إيجابية أمام منتخب قوي مثل فرنسا. ويتميز المنتخب الفرنسي بطابع اللعب السريع بعيدا عن التعقيد والاعتماد كثيرا على الهجمات المرتدة «الفاست بريك» وكذلك البنية الجسمانية القوية للاعبين وقاماتهم العالية، وهو أمر مهم سواء في الشق الدفاعي أو الهجومي ففي الدفاع يمكن سد كل الطرق أمام هجوم الفريق المنافس سواء للاختراق أو التصويب وخصوصا بطريقة 6 - 0 وفي الهجوم يكون بمقدور أصحاب القامات الطويلة التصويب البعيد من الخط الخلفي بالإضافة إلى اللياقة البدنية العالية ووجود حارس مميز مثل أوميير الذي يشكل مصدر قوة كبيرة وكان عامل رئيسيا وراء الفوز على إسبانيا، ومن هذا المنطلق فإن المنتخب القطري مطالب بالتعامل مع المباراة بشكل جيد ويجب عليه التركيز في الهجوم ومحاولة فتح الثغرات في الدفاع الفرنسي للمرور منها إلى المرمى وعدم التسرع في التصويب في ظل وجود حارس مثل أوميير كما يتوجب عليه حال فقدان الكرة العودة سريعا للدفاع ومنع منافسه من تشكيل هجمات مرتدة سريعة وكذلك يجب على الدفاع العنابي التماسك جيدا أمام الهجوم الفرنسي ومنعه من التصويبات البعيدة من خلال المراقبة الجيدة للاعبي الخصم. ويمتلك منتخب قطر الكثير من المقومات وهو ما يجعله قادرا على تحقيق نتيجة إيجابية خصوصا وأنه أصبح متمرسا في مواجهة المنتخبات الأوروبية القوية التي لم تستطع الصمود أمام العنابي في هذا المونديال وهي قادرة على مجاراة الفرنسيين. ويملك المنتخب القطري في حراسة المرمى دانييل ساريتش وجوران ستوجانوفيتش وكلاهما يشكل قوة كبيرة في صفوف العنابي وكانا من العوامل المهمة في الانتصارات السابقة وخصوصا ساريتش الذي خطف الأضواء في أغلب المباريات، وحصل 3 مرات على جائزة أفضل لاعب، وفي الارتكاز يعتمد المنتخب على كمال الدين ملاش الذي يعتبر من أبرز اللاعبين القطريين في هذه البطولة وتألق بشكل كبير في اللقاء الأخير أمام بولندا بالإضافة إلى المتألقين زاركو ماركوفيتش على الجهة اليمني ورفاييل دي كوستا وكليهما يمتلك إمكانات كبيرة. ويعتمد المنتخب القطري أيضا على الدير ميميفيتش ومحمود زكي ويوسف بن علي وبورخا فيدال مع وجود عناصر أخرى مثل حسن عواض وبيتراند روني وجوفو وحمد مددي وهادي حمدون وعبد الله الكربي. ويقف خلف اللاعبين القطريين جهاز فني جيد بقيادة الإسباني فاليرو ريفيرا الذي أثبت أنه يعرف تماما كيفية إدارة المباريات ولعل الانتصارات التي حققها العنابي على منتخبات مثل سلوفينيا والنمسا وألمانيا وبولندا تؤكد أن ريفيرا بإمكانه التعامل مع فرنسا بالطريقة التي تكفل للعنابي تحقيق الفوز. ويبقى المنتخب القطري قادرا على تقديم عرض كبير يختتم به هذه البطولة بأفضل صورة ممكنة وتحقيق إنجاز تاريخي ليس لقطر فحسب بل للعرب وآسيا. من جهته، تغلب المنتخب الألماني على نظيره السلوفيني بنتيجة 30 / 27 أمس السبت في صالة لوسيل في مباراة تحديد المركزين 7و8 لمونديال كرة اليد في قطر. وانتهى الشوط الأول بتقدم ألمانيا 16 / 14 ثم عزز الفريق تفوقه في الشوط الثاني لينهي المباراة فائزا بفارق 3 أهداف، علما أن الفريق تفوق بفارق 6 أهداف في بعض الأوقات خلال الشوط الثاني. وتأهل المنتخب الألماني رسميا إلى دورة الألعاب الأولمبية عام 2016 في ريو دي جانيرو باحتلاله المركز 7 بينما سيضطر المنتخب السلوفيني للمشاركة في التصفيات المؤهلة للأولمبياد. وتصدر المنتخب الألماني المجموعة 4 برصيد 9 نقاط من 4 انتصارات وتعادل وحيد فيما حلت سلوفينيا في المركز 3 في المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط من 3 انتصارات وهزيمتين. وفي دور 16 فازت سلوفينيا على مقدونيا وألمانيا على مصر ثم خسرت سلوفينيا في دور 8 أمام فرنسا وألمانيا أمام قطر. وخسرت سلوفينيا أمام الدنمارك في مباريات تحديد المراكز من 5 إلى 8 كما خسرت ألمانيا أمام كرواتيا. من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد أحمد الشعبي بأن المنتخب الوطني الذي بلغ نهائي بطولة العالم المقامة حاليا في قطر كسب الاحترام من خلال العروض المميزة التي قدمها في البطولة الحالية. وقال الشعبي: «أعجز عن التعبير لوصف هذا الإنجاز (بلوغ النهائي) الذي جعل قطر تكسر الاحتكار الأوروبي وتصبح أول دولة من خارج هذه القارة تصل إلى المباراة النهائية». وتابع «بذلت جهودا وتضحيات كبيرة للوصول إلى هنا من قبل الجميع، قدم اللاعبون مستوى رائعا خلال المباراة ضد بولندا وهو ما أثمر عن الفوز وتحقيق إنجاز تاريخي يفوق كل التوقعات بالتأهل للمباراة النهائية». وكشف «بالطبع ارتفع سقف الطموحات في البطولة وعلينا أن نتسلح بالمعنويات والثقة والعزيمة لتحقيق ما لم يتوقعه أحد بالفوز باللقب وأعتقد أنه أمر مشروع أن نفكر في حصد اللقب». وأوضح «استطاع المنتخب القطري أن يفاجئ العالم ويخطف الأنظار ويستحق احترام الجميع من خلال النتائج الإيجابية التي حققها لكن المهمة لم تنته بعد لا سيما وأن البطولة لم تنته بعد ولدينا فرصة للفوز بكأس العالم». من ناحيته، أعرب لاعب كرة اليد الفرنسي سيريل دومولين عن اعتقاده بأن فريقه سيلاقي مهمة صعبة في مواجهة المنتخب القطري اليوم (الأحد) في نهائي المونديال. وقال دومولين «ستكون مباراة صعبة، لأننا لن نواجه 16 لاعبا بل 15 ألف شخص في الملعب». وأضاف «سيكون من الصعب للغاية الفوز على أصحاب الأرض، فعلناها من قبل أمام كرواتيا والدنمارك على أرضيهما، الأمر يبقى صعبا للغاية، لكننا قادرون على ذلك». وعن رأيه في حارس مرمى المنتخب الفرنسي تييري أوميير «بالنسبة لي هو أفضل حارس على الإطلاق. من الصعب علي التفكير في حارس أفضل منه». وعن إمكانية التتويج بلقب المونديال قبل استضافة فرنسا نسخة 2017، قال دومولين «سيكون ذلك أمرا رائعا، ونعرف أننا نقدر على ذلك وعلى ما هو أكثر من ذلك». وأعرب كلود أونيستا المدير الفني للمنتخب الفرنسي عن سعادته البالغة بالفوز على إسبانيا والتأهل إلى نهائي المونديال. وقال أونيستا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب الفوز على إسبانيا 26 / 22 في المربع الذهبي «سعداء للغاية بهذا الفوز اعتدنا اللعب أمام إسبانيا، هو منافسنا المفضل، المباريات دائما بيننا تكون قوية وصعبة ومتوازنة في الأداء». وأضاف «نرتبط مع إسبانيا بعلاقة وثيقة على مستوى اللاعبين والمدربين نحن أشبه بفريق واحد ولكننا سعداء للغاية بالفوز».