الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، تدل دلالة واضحة على استمرارية النهج الإصلاحي، الذي نشأ مع نشوء تكوين الدولة وقيامها في عهد المغفور له -بإذن الله- الملك العادل عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وحتى العهد الحاضر، فصدور تلك الأوامر يعني تكريس المزيد من الإصلاحات، تدشينا لنهضة تنموية قادمة. إن الأمل معقود بصدور تلك الأوامر على وضع أسس جديدة، من شأنها النهوض بمرافق الدولة ومؤسساتها إلى الأفضل والأمثل، ومن ثم إلى تحقيق ما فيه ازدهار المواطن وتقدمه ونهضته ونموه، بخطوات سريعة وواثقة؛ ليحتل مكانته المرموقة واللائقة بين شعوب العالم، في زمن من سماته مسابقة الوقت؛ للوصول إلى ما يمكن الوصول إليه من نماء ورخاء. من جانب آخر، فإن تلك الأوامر تصب كلها في روافد مصلحة المواطن، على اعتبار أنه يمثل الثروة الحقيقية للوطن، وهي فلسفة قائمة منذ توحيد أركان الدولة وقيامها، فالمواطن دائما يحتل اهتماما خاصا في قلوب ولاة الأمر، فهو المحرك الطبيعي لكل نهضة منشودة، وإليه يجب أن تسخر الإمكانات؛ لتحقيق رفاهيته ورخائه، وهذا ما يحدث على أرض الواقع في المملكة. إن تصعيد الخطوات النهضوية الواثقة، من خلال تلك الأوامر السامية، يعني فيما يعنيه استمرارية البناء، من خلال حشد الطاقات الوطنية، ذات الخبرة والمعرفة والدراية؛ لقطع خطوات جديدة من خطوات التطور والبناء، كما أن تلك الأوامر في الوقت ذاته، تترجم حقيقة الفلسفة العقلانية الصائبة، التي انتهجها قادة هذه الأمة، بدءا بالموحد -طيب الله ثراه-، وحتى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. إنها فلسفة حكيمة، تقوم على مبدأ رعاية الثروة البشرية في البلاد، ودعمها بكل الإمكانات المتاحة؛ لأنها سوف تحمل أسس البناء والنهضة، وإزاء ذلك جاءت الأوامر الملكية السامية؛ للاستمرارية على هذا النهج الحكيم. ولا شك في أن المملكة في عهدها الجديد، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- سوف تشهد سلسلة من التحديث والتطوير والبناء، استنادا إلى تلك الأوامر من جانب، واستنادا إلى روح التطوير المتمثلة في سيرة الملك سلمان، حيث إن حياته كلها مفعمة بأعمال جادة وواثبة، من أجل المساهمة في تطوير هذا الوطن وخدمة المواطنين. ينتظر المملكة استنادا إلى فحوى تلك الأوامر، وفحوى تلك الروح، مستقبل زاهر، سوف يضعها -بعون الله وتوفيقه- في مكانها المرموق بين الدول المتقدمة في العالم، وهي مكانة يتوق كل مواطن إلى تحقيقها في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الزاهر. وسوف تتحقق -بإذن الله- نظير ما يتمتع به -يحفظه الله- من حنكة وحكمة وبعد نظر، فاستشراف المستقبل الواعد لهذا الوطن بدأ عند مبايعته، وسوف يستمر العمل لبلورته وصناعته، تحقيقا لنهضة الوطن ومصلحة المواطنين.