أعرب وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر عن فخره بما حققته المملكة من منجزات كبرى على نطاق البنية التحتية للدولة، مشيراً إلى أنه لا يدعي أن المملكة ليس لديها نظام اقتصادي خال من العيوب. وقال الجاسر خلال حديثه في جلسة «الحكومات الصاعدة وطريقها نحو النجاح»، ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي الثامن، أن المملكة «تفتقد ثقافة مكاتب إنجاز المشاريع التي تفسح المجال لتنفيذ المشاريع، وفي الواقع لم نكتسب تلك المهارات بشكل جيد». وتابع الجاسر: «لذلك فإن معظم الموارد نخصصها لتلك المهن ونعتمد إلى حد كبير في تنفيذ المشاريع الكبرى على الشركات الأجنبية، والدليل أن لدينا شركة طرق كبرى، ولكن لدينا عدد هائل من الحوادث، وهناك سلوك مسيء على الطرق وفي أنظمة المرور، وهناك تدابير يمكن أن تحقق قيمة مضافة لاقتصادنا». وأشار إلى أنه يبرز في الوقت الحالي دور علم اقتصاد التنمية في توجيه اقتصاد التنمية مع التركيز على الكفاءة؛ إذ إن هناك رابطاً بين اقتصاد المعرفة والكفاءة لمزيد من التنمية، وهذا في الدول المتقدمة والنامية يعد نقلة نوعية مع التركيز على الكفاءة؛ لما لها من تأثير في الاقتصاد العالمي، وأن يكون أكثر تنافسية لمزيد من التطور الاقتصادي. وأوضح أن «التنافسية أمر بعيد المنال بالنسبة إلى الدول النامية، وعند النظر إلى نموذج التنمية بدول الجنوب فإن الأمر ليس اختلاف ثقافات بل يرتبط بانخفاض الأجور في منطقة عن أخرى، كما أن الكفاءة تلعب دوراً كبيراً في التعاون بين الدول؛ لذلك فإن الأمر يحتاج إلى موافقات، ولسنا ببعيدين عن ذلك، ووزير التجارة والصناعة بيّن بعض النقاط التي اتخذها بالتعاون مع وزارة الداخلية والقطاع المصرفي، وهناك تسهيل في المعاملات البنكية من دون الحاجة إلى الذهاب للبنك». وأكد الجاسر أن «هناك توجهات من الملك سلمان بن عبدالعزيز لتيسير المعاملات وحياة الناس، وقمنا بالكثير في هذا التوجه، والمستثمرون يبحثون عن مناطق جديدة للاستثمار، وهذا لن يقلل الاستثمار الداخلي؛ فالاستثمار له اتجاهان استثمار داخلي واستثمار خارجي، وليس لدينا أي قيود في هذا المجال، وهناك استثمارات من خارج المملكة. ولفت إلى أن هناك توجهاً لتقوية العلاقات مع شركات خارج المملكة، ولكن لا أدعي أننا لدينا نظام اقتصادي خال من العيوب، ولكننا اتخذنا خططاً سريعة وجيدة، وهناك سوء فهم بشأن التعامل مع الشركات الخارجية. وإذا كان 75 في المئة من العاملين في المملكة يعملون في القطاع الحكومي، فإن الشباب يركزون على إيجاد وظيفة حكومية، ولا يتجهون للقطاع الخاص. والدول النفطية يجب ألا تجعل إيراداتها من النفط فقط، خصوصاً مع ما تعانيه اقتصادات تلك الدول من انخفاض الأسعار الحالي. وفي الجلسة ذاتها، أشار رئيس المعهـــــد الكـــوري للاقتصادي الصناعي والتجارة الدكتور كيم داهون إلى أن «التعاون بين دول الجنوب مقارنة بالعلاقات بين الشمال والجنوب ضعيف، والعلاقات أقوى بين الشمال والجنوب؛ لأن الجنوب ليس لديه موارد مالية والطموحات بين دول الجنوب غير متساوية مع وجود الكثير من المشكلات. ورأى أن المملكة وكوريا يجب أن يتعاونا لدعم دول أخرى لتحسين الاقتصاد ورفع مستوى الدخل؛ فالقوة الاقتصادية للمملكة والمعرفة الكورية يمكنهما فعل الكثير في التطور الاقتصادي. بدوره، قال المدير التنفيذي في المعهد المكسيكي للتنافسية الدكتور خوان باردينس إن بعض الدول تسعى إلى تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية للحاق بالركب الدولي؛ لذلك يجب أن يكون هناك تعاون وتنافس، ويمكن إتمام هذا التعاون ضمن إطار التنافس، والإسراع بنمو الاقتصادات، مع الاتجاه نحو الصناعات التحويلية، والصناعات النفطية، والاعتماد على الصناعات المرتبطة بالنفط في الدول التي لم تتأثر بانخفاض أسعاره، والمكسيك لا تعتمد على النفط فقط بل هناك مصادر عدة للدخل في المكسيك.