تقدمت وزارة الخارجية اللبنانية عبر مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير نواف سلام، بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن ضد اسرائيل لإدانتها بأشد العبارات على القصف الذي تعرض له لبنان في 28 الجاري «لما يشكل من انتهاك صارخ لسيادته وميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701». وطلبت الخارجية من مجلس الأمن التحقيق في «تعرض وحدات القوة الدولية للاعتداء من اسرائيل، ما ادى الى مقتل جندي اسباني»، مطالبة بتحميلها المسؤولية المباشرة عن «هذا العمل المدان وكل ما يترتب عليه من نتائج». وكان وزير الخارجية جبران باسيل تسلم امس، من السفير الفرنسي باتريس باولي رسالة عاجلة من حكومته، بحسب مكتب باسيل، لم يكشف عن مضمونها. وأثار السفير السوري علي عبد الكريم علي الإجراءات التي اتخذها لبنان في شأن دخول السوريين الى اراضيه والتي يشوبها عدم الوضوح، مع باسيل، قائلاً ان الاخير ابلغه أنه عمم على البعثات الديبلوماسية في الخارج وطلب منها إبلاغ شركات الطيران أن لا ضرورة أبداً لأي تأشيرة دخول او سمة للسوريين في الخارج الذين يريدون المجيء الى لبنان او عبره. وقلت إن هذا الأمر يحتاج الى وضوح وتنسيق أكثر، وخروج من الإجراءات التي صارت عبئاً على البلدين والحدودين وعلى المواطنين السوريين واللبنانيين، وشكلت نقزة». وعبر علي عن الحاجة الى معالجة الإجراءات في المطارات والسفارات اللبنانية في الخارج وعلى الحدود بأقصى سرعة بالتنسيق مع الحكومة السورية والأجهزة المعنية في الدولتين اللبنانية والسورية. والتفاؤل كبير بأن الإجراءات ستتم سواء عبر الأمن العام ام مديره المكلف معالجة هذا الأمر والتنسيق بين الجهتين اللبنانية والسورية والأجهزة المعنية عند طرفي الحدود». وأشار علي الى ان البحث تطرق الى الوضع الأمني «وما حدث في مزارع شبعا وأهميته وانعكاسه على المنطقة، وردعه اسرائيل في حال التفكير في عدوان أوسع»، قائلاً: «ان اسرائيل هي التي تستشعر خطر ما ارتكبته في حق سورية ولبنان والمنطقة، وكشفت بوضوح انها ظهير وداعم ومنسق وقائد للإرهاب الذي يضرب في سورية ولبنان والمنطقة، اي «نصرة» و«داعش» وكل مسميات «القاعدة» التي تضرب أيضاً في سيناء والعريش وفي غيرهما». وإذ نفى اي كلام صادر عن الرئيس السوري بأنه «لن يتم انتخاب رئيس في لبنان إلا بالتنسيق مع سورية»، شدد على «ضرورة التنسيق والتكامل، ولا يستطيع لبنان مواجهة الإرهاب الذي يضرب في أكثر من منطقة من دون التكامل والتنسيق مع سورية التي صمدت طوال اربع سنوات وحقق جيشها وشعبها وقيادتها أعلى درجات النجاح في مواجهته»، مؤكداً «ان جيش لبنان وشعبه ومقاومته سينتصرون على كل التحديات». هيل - ابراهيم وكان باسيل التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان التقى في مكتبه السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل، واستعرضا «الأوضاع العامة والتعاون القائم بين السفارة الأميركية والمديرية العامة للأمن العام»، وفق بيان صادر عن اعلام الأمن العام. وأوضح مكتب باسيل أن هيل سلمه دعوة لحضور مؤتمر في واشنطن.