تُعدّ حكومات ومنظمات دولية لعقد اجتماع في آذار (مارس) المقبل، يُخصص للبحث في سبل إعادة إعمار ثلاث دول أفريقية تضررت اقتصاداتها بسبب وباء «إيبولا». وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالوباء ديفيد نابارو في تصريح إلى وكالة «رويترز» على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أن «الخطط تنصب على عقد مؤتمر للبحث في حاجات إعادة الإعمار تنظمه الدول (الثلاث) ذاتها والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي». وفي سياق الاستعداد لمكافحة أخطار الفيروسات، دعا البليونير الأميركي بيل غيتس العالم، إلى «استخلاص العبر من المعركة ضد فيروس إيبولا، استعداداً لخوض حرب محتملة ضد انتشار وباء عالمي مع الاستعانة بالتقنيات الحديثة». وأكد غيتس الذي شارك في برلين في مؤتمر للمانحين لمنظمة «غافي» أو الاتحاد الدولي للقاحات، قناعته بأن «عدم الاستعداد لاحتمال مواجهة على مستوى العالم هو أمر متهور». وقال في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، أن «مرضاً أكثر صعوبة من إيبولا ربما يظهر، يكون نوعاً من الأنفلونزا أو من فيروس سارس (التهاب رئوي لا نمطي حاد) أو من الفيروسات التي لم نر مثيلاً لها بعد». وتعتبر اللقاحات «أكبر منقذ للأرواح البشرية» وفق غيتس، مشيداً برعاية المستشارة الألمانية أنغيلا مركل هذا المؤتمر للمانحين في برلين، وجعلها من حملات التلقيح في العالم إحدى أولويات الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع هذه السنة. وأبدى غيتس قلقه إزاء صعود تيار معاد للتلقيح في البلدان الغربية، بحجة الخوف المفرط من الأخطار المرتبطة به. وأعلن «التركيز على الأطفال الفقراء الذين يموت منهم المــلايين بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها من طريـــق اللقاحات». وأسف لـ «عدم وجود نسبة 100 في المئة من التلقيح في البلدان الغنية، إذ يعرّضون بذلك أشخاصاً آخرين للإصابة غير قادرين على حماية أنفسهم». وشدد غيتس على أهمية التكنولوجيا في حملات التلقيح، إذ نستخدم صوراً ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لمعرفة طبيعة أماكن عيش الناس، وكذلك أجهزة عاملة بنظام التموضع العالمي (جي بي إس) مع هواتف خليوية لمعرفة ما إذا كانت الطواقم المكلفة بعمليات التلقيح بحالة جيدة في كل المواقع».