طبعاً، لديّ جيران من البشر، فأنا لم أتدهور اجتماعياً لدرجة التوحّش والعيش لوحدي في البرّية، لكن لديّ أيضاً جيران من مخلوقات أخرى!. من الطيور هناك جارتي الحمامة التي اتخذت من رفّ نافذة بيتي عُشّاً لها، وكلّما أراها أتذكّر أبو فراس الحمداني وهو يخاطب واحدةً مثلها: أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ.. أيا جارتا هل تشعرين بحالي..؟!. إلى أن يقول: أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا.. تعالي أقاسمك الهموم تعالي..!. أبعد الله همومي وهمومكم، قولوا آمين!. ومن جيراني الزواحف هناك الوزغ، أو أبو بريص، الذي ينتشر في جدّة، ويعيش على جدران بيوتها الخارجية، ولا أدري لماذا لا تستعين الأمانة بأي أبحاث علمية لمكافحته، فبعضه سام، وهو مؤذٍ ومتطفل، وسبق أن أغلقت الأمانة مطعماً وُجِد فيه الوزغ مطبوخاً بسبب القذارة مع كبسة الحاشي، فهنيئاً مريئاً لمن أكل الكبسة مع تمنياتي له بالسلامة!. ومن جيراني من بني سنّور هناك قطط الشوارع التي «طاحت» من عيني، وفَقَدَت احترامي لها بعد أن رأيتها تخالف ناموس الطبيعة وتفرّ مرعوبةً.. لا من الأسد.. بل من الفئران التي هي أحدث جيراني، وقد استأسدت وأصبحت تتكاثر بشكل غير طبيعي، وتمشي واثقة الخطوة مَلَكَاً في أحياء جدّة الحديثة كما القديمة، على مرأى ومسمع من الأمانة العزيزة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ الجنّ أيضاً هم من جيران كلّ البشر، لكنّ كيدهم يبقى ضعيفاً ، بالاستعاذة بالله وقراءة القرآن الكريم والأذكار مقارنةً بكيد كثيرٍ من البشر!. @T_algashgari algashgari@gmail.com