سيدني: «الشرق الأوسط» استيقظت أستراليا وعشية مباراتها مع كوريا الجنوبية في نهائي كأس آسيا 2015. المقررة اليوم السبت على صدمة معلومات تتحدث عن رغبة بعض اتحادات القارة بإقصائها عن آسيا. رئيس اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأسترالي ديفيد غالوب قال: إنه صدم كثيرا بما نقل عن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة حول رغبة بعض الاتحادات الآسيوية بإعادة النظر في عضوية أستراليا التي انضمت إلى القارة الصفراء عام 2006. لكن سرعان ما نفى الشيخ سلمان ما نشرته وسائل الإعلام، مؤكدا أنه تم التلاعب بما قاله، مضيفا في تصريح لصحيفة «هيرالد صن» الأسترالية: «أنا فعلا مصدوم بتوقيت الحديث عن هذه المسألة. هناك خطأ في تناوله. أشعر بالحزن لقراءة قصة من هذا النوع لأنه لا أساس لها من الصحة». ثم أصدر الاتحاد الآسيوي بيانا أكد فيه الشيخ سلمان مكانة أستراليا في الاتحاد الآسيوي، مشيرا إلى أنها كانت تعمل بجهد كبير من أجل المساهمة في اللعبة على كافة المستويات. ونقلت وسائل إعلام إماراتية عن الشيخ سلمان تحدثه عن مطالبة البعض بفصل أستراليا عن قارة آسيا في ظل عدم الاستفادة الحقيقية من علاقة الزواج بين الجانبين، سواء بصفقات تسويق في ظل القوة الاقتصادية لأستراليا أو بصفقات حقيقية على المستوى الفني، لا سيما بعد مرور 10 سنوات على قرار انضمامها للاتحاد الآسيوي وتركها لقارة اوقيانوسيا، ما تسبب بخسارة مقعد للمنتخبات الآسيوية في كأس العالم أو كأس آسيا، مؤكدا أنه يجب تقييم التجربة أولا. ونسب للشيخ سلمان آل خليفة قوله: «هذا القرار (انضمام أستراليا إلى عائلة الاتحاد الآسيوي) اتخذ منذ سنوات، وقبل وصولي لرئاسة الاتحاد الآسيوي، ووقتها لم يشترط في قرار الجمعية العمومية تقييم التجربة لمعرفة ما إذا كانت ستكمل أستراليا مشوارها الآسيوي أم يتم إبعادها». وردا على سؤال يتعلق بوجود رغبة حقيقية لدى اتحادات خليجية في غرب آسيا بضرورة إعادة النظر بشأن ضم آسيا لأستراليا، قال: «نعم، صحيح هناك مؤشرات تؤكد وجود رغبة لدى اتحادات غرب آسيوية في إبعاد أستراليا، لكني أعلم أيضا بأن العرب ليسوا هم فقط من لا يقتنع بجدوى استمرار أستراليا في العضوية الآسيوية والبقاء ضمن أسرة كرة القدم في القارة الصفراء». وأضاف: «هناك اتحادات آسيوية أخرى في مناطق مختلفة بالقارة، ترى ضرورة رحيل أستراليا وفك ارتباطها بنا، وبالتالي هنا لا يمكن أن نتوقف عند مرحلة رصد ردود الفعل أو التصريحات، لكن يجب أن يكون التحرك والقرار صادر من الجمعية العمومية التي يمكنها اتخاذ قرار التراجع عن انضمام أستراليا إلى آسيا أو أي قرار آخر». ولم يكن الشيخ سلمان راضيا عن اعتباره يروج لفكرة إعادة النظر ببقاء أستراليا في الاتحاد الآسيوي أو ما كتب في أستراليا عن أن رئيس الاتحاد الآسيوي «يريد طرد أستراليا من آسيا!»، وهو تحدث عن النجاح الذي حققه هذا البلد في استضافته للنسخة السادسة عشرة من البطولة القارية، قائلا: «النجاح الذي حققته هذه البطولة فاق توقعاتنا. لن ادع قصة من هذا النوع تؤثر على النجاح الذي حققته البطولة في أستراليا». وتابع: «لنوضح الأمور، تم التلاعب بالمحتوى (ما قاله) لكي يخرج بصورة سلبية»، مشيرا إلى أن كأس آسيا أثبتت المساهمة الكبيرة التي قامت بها أستراليا في الاتحاد القاري الأكبر في العالم. وواصل بشأن ما حكي عن امتعاض بعض الاتحادات الأعضاء من وجود أستراليا في القارة الآسيوية، قائلا: «إنها ليست بالقصة الجديدة، إنها موجودة منذ فترة. جميعنا نعلم بأن هناك بعض الأعضاء الذين يشككون إذا كان انضمام أستراليا إلى الاتحاد القاري جيدا أو سيئا». وحققت أستراليا نجاحا لافتا منذ انضمامها إلى عائلة الاتحاد الآسيوي عام 2006 حيث تأهلت إلى نهائيات كأس العالم مرتين ووصلت إلى ربع نهائي كأس آسيا عام 2007 والنهائي عام 2011 وهي الآن على بعد 90 دقيقة من إمكانية رفع الكأس القارية للمرة الأولى في ثلاث مشاركات فقط. كما فازت أستراليا بكأس آسيا للسيدات عام 2010 والفوز بمباراة غد ضد كوريا الجنوبية سيجعلها أول بلد يتوج بلقب كأس آسيا ومسابقة دوري أبطال آسيا التي أحرزها وسترن سيدني على حساب الهلال السعودي. وبطبيعة الحال، سقطت هذه الأخبار بمثابة الصاعقة على الأستراليين في نهاية بطولة قارية اعتبرت ناجحة بكافة المقاييس بحسب غالوب الذي قال لصحيفة «فيرفاكس»: «تفاجأنا كثيرا لدى سماعنا بهذه التقارير القادمة من غرب آسيا». وواصل «نحن وافدون جدد إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لكن التزامنا بالمشاركة في البطولات، عضوية لجان هامة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمشاركة العامة في الأفكار والبرامج تتعاظم من عام إلى آخر». وواصل «نحن نحتفل بالتنوع الذي تتميز به القارة الآسيوية وهذه البطولة أظهرت بأن مساهمتنا تتجاوز حدود كرة القدم من خلال خلق حاضنة اجتماعية وجسور سياسية عبر تبادل بين شركاء أساسيين في المنطقة». كما دافع نجم المنتخب الأسترالي تيم كايهل عن مساهمة بلاده في القارة الآسيوية وأبرز دليل أن الحضور الجماهيري في نهائيات النسخة السادسة عشرة من كأس آسيا سيتجاوز 650 ألف متفرج في 32 مباراة. وقال كايهل: «من الناحية السياسية بالنسبة لنا، لقد قدمنا الكثير (لآسيا). إذا نظرتم إلى جميع الأمم التي جاءت إلى أستراليا وإلى كل الملاعب التي قمنا معا بجعل مدرجات ممتلئة». وتابع: «إن التعدد الثقافي المتواجد في هذا البلد والطريقة التي احتضنا بها كرة القدم، جميعها عوامل هامة جدا لنمو هذه اللعبة. لكني أشعر كأسترالي وكوننا ما نحن عليه، سيساعدنا ذلك على نمو اللعبة في أي بلد نلعب بغض النظر إذا كان في آسيا أو أوروبا أو مكان آخر».