×
محافظة المنطقة الشرقية

في القاهرة .. مهرجان الفضائيات العربية يكرم “صلة” والساعي

صورة الخبر

أرجو من الجميع كرمهم أن يسمحوا لي في استخدام بعض المعاني العامة والدارجة.. منذ ولدت وأنا أسكن مكة المكرمة حتى شهر شعبان الماضي أصبحت من سكان النواريه منطقة سكنية تبعد عن مكة حوالي 25 كيلو مترًا، وقريبة من الجموم والطريق المؤدي ألى المدينة المنورة. في أحد الأيام تعطلت عربتي فأخذتها لأحد الورش بمكة في مجمع الورش بشارع الحج، ويستغرق هذا يومًا لإصلاحها؛ مما جعلني أقرر العودة إلى البيت بالنواريه, ثاني يوم ذهبت إلى الشارع الرئيسي للبحث عن وسيلة نقل لاستلام عربتي من الورشة المهم أوقفت عربة قديمة متهالكة يقودها مقيم كبير في العمر، فقلت له: بكم توصلني إلى شارع الحج؟ً، فقال: كم تدفع؟، فقلت مازحًا: خمسة ريال، فوافق والثمن المتعارف عليه خمسة عشر ريالاً, وطلب مني أنه إذا وجد أحد سيركب معنا فوافقت لطلبه, وبعد قليل أوقفه ثلاثة أشخاص، وطلبوا منه توصيلهم بالقرب من شارع الحج، قال أحدهم: سندفع عشرين ريالاً، فقال: لا سأخذ خمسة ريال على الواحد، فقال: لا عندنا أغراض سنضعها في مؤخرة العربة (الشنطة)، فرد عليهم: لا أخذ أجرعليها!، أنتم من الصباح تعملون في بناء المنازل ومتعبون، فقالوا: نعم، عندها بدأ يدعوا لهم أن يعينهم الله وييسر لهم من لا يؤخر عليهم أجرهم، فقالوا وقلت: آمين, بعدها أنزلهم وأصروا على دفع عشرين ريالًا، وعليه أن يقبلها فقبلها لإصرارهم، عندها أدركت أنهم كبار في كرمهم وطيبهم وتعاملهم, عندما وصلت إلى الورشة أخرجت خمسة عشر ريالاً فرفض قائلاً: اتفقنا على خمسة ريال، فقلت: والله كنت أمزح والأجر المتعارف عليه خمسة عشر ريالا، فقال: نعم.. لكن لن أخذ أكثر، ونحن نتناقش في الكلام، قال: عندي الحل أترى هذه المرأة العجوز تبحث عن صدقة خمسة ريال صدقة عني وخمسة ريال صدقة عنك هيا أنزل وفقك الله, بالفعل نزلت وأعطيتها عشرة ريال صدقة, لكن وقفت أتأمل كثيرًا وبعمق عن هذا الرجل الكبير كثيرًا في كرمه وطيبه وأخلاقه ومعاملته. دخلت الورشة فأخبرني الميكانيكي عربتي جاهزة, فإذا نفس المرأة العجوز تدخل الورشة وتطلب ممن يملك عربة غالية الثمن جدًا الموجودة في الورشة صدقة، فقال: على الله يعني ما في صدقة، فقالت المرأة العجوز: ما شاء الله هذه عربتك وما تعطيني صدقة، عندها زجرها الرجل زجرًا مؤلمًا ومحزنًا، فقلت لها: يا أمي أذهبي عند ذهابها أوقفها الميكانيكي وأخرج من محفظته ريالات صدقة لها, عندها نعم أنه كبير في كرمه وطيبه وتعامله، ودعوة الله لهم أن يجزيه خير الجزاء, عندها شكرت الله كثيرًا قلت: ياربي لقد أكرمتني اليوم أن أرى وأسمع أناس كبار في كرمهم وطيبهم وأخلاقهم وتعاملهم. تذكرت قصة حدثت قبل سنوات أتصل بي أحد أصدقائي الأوفياء وهو من الأثرياء أبو الوليد، ومن سكان الرياض أن أقابله في أحد مستشفيات مكة نظرًا لسفره بعد ساعات, واستغربت عندما عرفت أنه يزور أحد عمال شركته ويرافق العامل المريض قريبه ويعمل في الشركة، فطلب منه أن يسفر المريض للعلاج عند أهله في الهند فوافق وطلب من مدير فرع مكة أن يسفره في أسرع وقت ويعطيه مبلغًا من المال, عندها قلت: كم هو كبير في كرمه وطيبه وتواضعه, كذلك له مواقف عدة مشرفة معي ومع أخرين, جزاه الله خير. اللهم نسألك بكرمك أن تكرمنا جميعًا نكون كبار مثلهم يا أكرم الأكرمين.