ما يميز الإنسان الطبيعي هو الاتزان وحسن تقديره للأمور، ولكن مريض الزهايمر قد يقوم بسلوكيات غير مألوفة، وهو أمر يحدث في مراحل المرض المتوسطة، وليس في بداية المرض فالبداية عادة تكون بالنسيان المتكرر والعزلة، وفي المراحل المتوسطة قد يقوم المريض بسلوكيات قد لا يتقبلها المجتمع مثل الضحك بصوت عالي أو تصرفات تبدو جنسية في ظاهرها وهي بالنسبة للمتخصصين تدل على أن المرض قد أثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوك الاجتماعي، فقد يتجرد من ملابسه علناً أو يقوم بالعبث بأعضائه التناسلية أو لمس إنسان آخر بطريقة غير لائقة وعلى من يتولى رعايته عند حدوث تلك التصرفات ألا يبالغ في ردة الفعل، ويحاول صرف انتباه المريض لنشاط آخر، والتوضيح للآخرين واقع المريض وأنه لا يدرك معنى ما فعله وهي خطوة يرفضها الكثير من مقدمي الرعاية تجنباً للإحراج مع الآخرين ويفضلون استعمال ملابس يصعب خلعها دون مساعدة إذا تكرر التجرد من الملابس أمام الآخرين، ولكن على مقدم الرعاية أو من حول المريض أن يتذكر أن ذلك يتم بسبب المرض. ويمر بعض المصابين بالمرض بلحظات من الغضب الشديد أو العدوانية بشكل غير متوقع، ومرجع ذلك عادة هو عدم قدرته على التعبير عن بعض احتياجاته، أو لأن العصبية أصبحت وسيلة المريض للحصول على مايريد، الكثيرون يرون هذه المشكلة هي أصعب جزء في الحياة اليومية مع المصاب بالمرض وتسبب الكثير من الضغط النفسي على مقدم الرعاية ولكن عليه التعرف على علامات متكررة لحدوث المشكلة، مثل حصول المشكلة دائماً عند محاولة تنظيف المريض، أو إذا كانت تحصل مع شخص معين من أفراد الأسرة أو الخدم، وأن لا يدع الانزعاج أو الغضب يظهر على وجهه، ويستعمل دائماً الصوت الهادئ عند محاورة المريض في لحظات غضبه، ومحاولة تشتيت انتباه المريض بتغيير الموضوع أو عرض نشاط محبب إليه، ومحاولة القيام بذلك بعيداً عن الناس لإضفاء شيء من الخصوصية، ولكن يجب استشارة طبيب متخصص عند استمرار المشكلة أو ازديادها. ولكن هناك مشكلة تثير قلق الكثير من مقدمي الرعاية أو من يتولى رعاية المريض من الأسرة، وهي خروج المريض من المنزل وضياعه المحتمل، أو الخروج من المنزل بلا هدف أي التجوال، لذا عادة ينصح بإقفال باب المنزل الخارجي بإحكام، واستعمال التقنيات الحديثة، إن أمكن، مثل إسوارة تطلق تحذيراً إذا تعدى حاملها نقطة معينة أو الأبواب الإلكترونية التي تفتح بأرقام، والتأكد من أن المريض يحمل تعريفاً باسمه ورقم اتصال بأسرته، ومن المفيد الاحتفاظ دائماً بصورة حديثة للمريض للاستعانة بها عند الحاجة. ويشكو الكثير من أسر المرضى من انعزال المريض الذي يبدأ تدريجياً، خصوصاً في المراحل المبكرة من المرض، ومرد حصول هذا الانعزال أحياناً يكون بسبب ضعف القدرات الإدراكية وعدم قدرة المريض على مجاراة الآخرين، ويمكن أيضاً أن يكون مؤشراً على الإصابة بالاكتئاب الأمر الذي يستدعي استشارة الطبيب النفسي خاصة عند ملاحظة قلة رغبته في المشاركة بالأنشطة الاجتماعية، أو بدأ بالتحدث بشكل سلبي أو أخذ يتهم أفراد الأسرة بالإهمال مع عدم وجود إهمال فعلي، وعندما يأخذ بالحديث عن قرب الموت أو تمنيه الموت أو قلة النوم وضعف الشهية للطعام أو ملاحظة لحظات من البكاء تنتابه بتكرار. وعلى من لديه مريض يعاني من مرض الزهايمر أن يتذكر أن الله سبحانه هو مقدر الأقدار وأن الحياة ابتلاء واختبار، وأنك على أجر وثواب كبير إن استطعت تحويل المرض والألم والمعاناة، إلى أمل وبهجة واحتساب للأجر والمثوبة عند الله.