إربيل، كركوك رويترز، أ ف ب فيما صدَّت قوات البيشمركة الكردية أمس هجوماً لتنظيم «داعش» في محافظة كركوك شمال بغداد، اعتبر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف لا تكفي وحدها «رغم ما تحقَّق من انتصارات»، متوقِّعاً أن لا تبدأ حملة لاستعادة مدينة الموصل قبل فصل الخريف. ووصف نيجيرفان برزاني، في مقابلةٍ صحفية، احتمالات هزيمة التنظيم المتشدد بأنها لا تزال محدودة «في ظل الحرب الأهلية المستعرة في سوريا وغياب الجيش العراقي كقوة فاعلة على الأرض، إلى جانب نقص العتاد الذي تعانيه قوات البشمركة الكردية في شمال العراق». ورأى أن «الاستراتيجية الأمريكية الحالية ستؤدي على أفضل تقدير لاحتواء داعش الذي يتسم بنظام هيكلي دقيق وسيظل يهدد المنطقة والعالم لسنوات». ومع إقراره بأن الضربات الجوية المتزامنة مع هجمات على الأرض احتوت التنظيم المتطرف وسيطرت عليه، إلا أن برزاني (49 سنة) استدرك قائلاً «هم لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات، إنها حرب طويلة لأنهم يتحكمون في أكثر من 15 مليون شخص في العراق وسوريا». واستبعد رئيس وزراء إقليم كردستان وابن أخ رئيسه مسعود برزاني أن تنجح الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي دون التزامٍ من دولِه بنشر قوات برية «في إخراج داعش من الموصل» التي تقع على بعد 80 كيلومتراً فقط من عاصمة الأكراد أربيل، مشيراً إلى «ضرورة وجود قوات خاصة وعمليات عسكرية مشتركة مع البيشمركة لتدمير هذا التنظيم لأن الضربات الجوية وحدها لا تكفي». وتساءل نيجيرفان «هل السياسة سياسة احتواء أم سياسة إزاحة وتدمير؟» وتابع «كي نقضي عليهم تماماً لابد من اتخاذ مزيد من الإجراءات». في السياق ذاته، أكد رئيس وزراء إقليم كردستان أن الأكراد لن يتصدروا أي هجوم لاستعادة الموصل، وقال «نحن كأكراد لا نريد أن نتصدر أي هجوم لاستعادة الموصل، نريد تجنب مزيد من الصراع»، متوقعاً أن لا تبدأ حملة استعادة المدينة قبل يونيو المقبل «لأنه لا يوجد جيش عراقي حقيقي قادر على إنجاز المهمة، فالأمر يتوقف على إعادة بناء الجيش» الذي انهار الصيف الماضي. لكنه عاد ليشكك في إمكانية شن هكذا هجوم في يونيو، واعتبر «نهاية سبتمبر أو حتى أكتوبر» موعداً أكثر واقعية لبدء الحملة التي ربط تنفيذها بقدرة بغداد على تدريب عددٍ كافٍ من الجنود بما يسمح للجيش بتحريك أفضل فرقتين لديه إلى الشمال وترك مهمتهما الحالية المتمثلة في حماية العاصمة. في غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية في محافظة كركوك إحباط جميع الهجمات التي شنها تنظيم «داعش» على المدينة الغنية بالنفط, بعد وقتٍ قصير من وقوعها . وذكرت المصادر في تصريحات صحفية أمس أن مسلحي قوات البيشمركة ومتطوعي العشائر تصدوا لهذه الهجمات وأحبطوها وأوقعوا خسائر فادحة بالمهاجمين لا تقل عن 100 قتيل. وكان «داعش» شن فجر الجمعة هجومًا واسعًا من 3 محاور انطلاقًا من جنوب مدينة كركوك؛ أسفر عن سقوط العشرات من مسلحيه بين قتيل وجريح. كما شن سلسلة هجمات انتحارية استهدفت فندقًا في وسط كركوك, ما أدى إلى سقوط عدد من عناصر البيشمركة بينهم ضابط برتبة عميد بين قتيل وجريح.