اعتبر الأمين العام لـ «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، عبد الله البدري أمس، أن أسعار النفط الحالية ربما وصلت إلى أدنى مستوياتها وقد تتعافى قريباً جداً. وقال في مقابلة «تتراوح أسعار النفط حالياً بين 45 و55 دولاراً للبرميل وأعتقد أنها ربما وصلت إلى أدنى مستوياتها وسنشهد بعض التعافي قريباً جداً». ورداً على سؤال عن آفاق سياسة السعودية النفطية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، قال البدري: «السعودية دولة مستقرة ولها حكومة مستقرة، وأعتقد أن الأمور ستسير على طبيعتها». ولفت إلى أن أسعار النفط قد تصل إلى 200 دولار للبرميل في غضون ثلاث سنوات إلى أربع في غياب استثمارات كافية. إلى ذلك، توقع وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد المنصوري، أن تبدأ أسعار النفط في التعافي بحلول منتصف السنة مع تحسن أوضاع الاقتصادات الرئيسية. وقال على هامش مؤتمر مالي «يُتوقع بحلول منتصف السنة حدوث تحول ما في أسعار النفط وتحول إيجابي في اقتصادات أوروبا والولايات المتحدة والصين». وعبّر مسؤولون اقتصاديون آخرون عن تفاؤل حذر بارتفاع النفط في هذا الإطار الزمني. ورداً على سؤال عما إذا كان يتفق مع توقعات سابقة لمسؤولين إماراتيين بتحقيق نمو قدره 4.5 في المئة في 2014 قال المنصوري «نراجع على أساس فصلي» وبحلول آذار (مارس) يجب أن تجري المراجعة في ضوء أسعار النفط». وشدد على ضرورة متابعة ما يحدث في القطاع غير النفطي وإذا كان النمو يوازن التراجع في أسعار النفط فسيمكن القول إنه سيبقي عند 4.5 في المئة وإذا لم يحدث تجب مراجعة التقدير. ومن ليبيا، أعلن وزير النفط في الحكومة الليبية المنافسة التي تسيطر على طرابلس، ماشاء الله الزوي، أن إنتاج ليبيا من الخام نزل إلى 362.7 ألف برميل يومياً بينما بلغت صادراتها منه نحو 200 ألف برميل يومياً. وينطوي ذلك على انخفاض إلى نصف مستوى تشرين الثاني (نوفمبر) حين بلغ الإنتاج نحو 750 ألف برميل يومياً ويقل كثيراً عن مستوى الإنتاج البالغ 1.6 مليون برميل يومياً في 2010. وذكر أن إيرادات النفط ستتراجع إلى ما بين عشرة بلايين و12 بليون دولار هذه السنة بعد نزولها إلى 15بليوناً العام الماضي الذي سجلت فيه ليبيا عجزاً في الموازنة قدره 19 بليون دولار. ووفق الوزير فإن المصافي المحلية تستخدم نحو 150 ألف برميل من الخام يومياً وإن أكبرها في الزاوية تنتج 110 آلاف برميل يومياً بما يقل عشرة آلاف برميل فقط عن طاقتها القصوى. ولفت إلى أن 500 ألف برميل من النفط دُمرت بعد أن أصاب صاروخ صهاريج تخزين في ميناء السدر في كانون الأول (ديسمبر)، ما أدى إلى وصول المخزون هناك إلى ثلاثة ملايين برميل. وفي الأسواق، نزلت أسعار النفط واقترب سعر الخام الأميركي من أدنى مستوياته في ست سنوات بعدما سارع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى تهدئة المخاوف من عدم انتقال السلطة بسلاسة وتغيير سياسة المملكة. وانخفض سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم آذار 63 سنتاً إلى 48.16 دولار للبرميل مبدداً مكاسبه الطفيفة التي حققها الجمعة، لكنه ارتفع عن المستوى المتدني البالغ 47.57 دولار الذي سجله في بداية التعاملات. وتراجع سعر خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي في عقود آذار 49 سنتاً إلى 45.10 دولار للبرميل. وفي وقت سابق نزل الخام الأميركي إلى أدنى مستوياته في تعاملات اليوم عند 44.35 دولار. وقال الرئيس التنفيذي لـ «شركة نفط الهلال»، مجيد جعفر، والتي تنتج نفطاً وغازاً ومقرها الإمارات: «أسواق النفط ستجد دعماً بسرعة، واستقرار عملية الخلافة وإعلان التعهد بالاستمرار في انتهاج السياسة القائمة».