قالها الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم وهي وإن صدقت على الناس جميعا إلا أنها من شواهد الحِكَم للحكام على امتداد العصور. وسأقوم بعملية إسقاط لتلك الحكمة على مجتمعنا. لا شك أن تصورنا المبني على معرفة واضحة وتجربة طويلة تجعلنا نجزم بأن الملك سلمان حفظه الله يملك من العزم والقوة والحكمة والرؤية والرغبة في تطوير الوطن كل الوطن الكثير. لن أشغل نفسي في البحث عن إنجازات صغيرة كما لن أكرر الحديث عن إنجازات سابقة على مستوى مدينة الرياض، بل سأنتظر القادم والقادم أجمل بإذن الله. اليوم الملك سلمان هو ملك المملكة العربية السعودية، وكان من العزائم التي جاءت على قدر عزمه تحديد مسار المستقبل لحكم هذه البلاد بإذن الله في قرار يعتبر من أهم القرارات منذ تولي الملك فيصل عليه رحمة الله شؤون هذا الوطن. وهذا ما لم يتوقعه أكثر الناس معرفة بشؤون هذا الوطن، وحتى من توقع شيئا من ذلك لم يكن يتوقع سرعة الإنجاز التي تم بها. إذا أخذنا في الاعتبار مقومات الملك سلمان حفظه الله فإننا نتوقع أن يصاحب عهده إنجازات أو كما وصفها أبو الطيب عزائم تعكس تلك الشخصية الفذة على شتى الأصعدة كما نتوقع أن نرى تقييم الأعمال والإنجازات يتم بطرق التقييم الحديثة. الملك سلمان ليس بحاجة إلى أن نندفع ونستخدم المكبرات لنجعل الصغير كبيرا فقد ترك ذلك لغيره، أما هو فيريد أن تتحدث عنه إنجازاته وهذا مانتوقعه منه. بلا شك أن المكاسب الوطنية من الإنجازات ولكن الإنجازات لاتكون فقط في تحقيق المكاسب بل تتحقق أيضا في تجنب الخسائر والمخاطر. فمثلا هذا الوقت ليس أفضل الأوقات لتحقيق أحلام التنمية مع الهبوط المتسارع لسعر النفط ودخول منتجين جدد بكميات كبيرة جدا مما يتوقع أن ينتج عنه عجز في الميزانية بدل الفوائض السابقة. وهنا يبرز دور أهل العزم الذين ذكرهم المتنبي في أبياته. بناء الوطن منظومة متعاقبة يعلو فيها البناء شيئا فشيئا، ولكن دول العالم الثالث بحاجة إلى من تكون بصمته علامة فاصلة في تاريخ الدولة (مهاتير محمد ومهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وآخرون) لم يبدأوا من الصفر ولكننا لانعرف عمن سبقهم ولا من جاء بعدهم بقدر مانعرف عنهم. هذا هو بناء المجد الذي تحدثت عنه مرارا فيما سبق وأتوقع أن نرى شواهده في عهد الملك سلمان حفظه الله.