أبدى رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ثقته باستمرار السياسة السعودية الداعمة للبنان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «الذي عرفه اللبنانيون منذ عقود صديقا وأخا وراعيا، لمئات السياسيين والمثقفين والصحافيين ورجال الأعمال والاقتصاد، حتى قيل فيه إنه يعرف عن لبنان أكثر مما يعرف كثير من اللبنانيين». وأشار الحريري إلى العلاقات التي نسجها الملك سلمان بن عبد العزيز مع والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، أو في كل مراحل تسلمه للمسؤولية، أو في المناسبات والمحطات المهمة التي كانت تعقد بالمملكة». وقال الحريري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كل اللبنانيين يعلمون أن الملك سلمان بن عبد العزيز حريص كل الحرص على الحفاظ على العلاقة الخاصة والمميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين منذ أيام الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله، والقيام بكل ما يلزم لاستتباب الأمن والاستقرار في لبنان والبلدان العربية، وهو النهج الذي سارت عليه القيادة السعودية على الدوام. وهذا ما لمسه اللبنانيون بالفعل في كل الأزمات التي عصفت بلبنان، سواء خلال الحرب الأهلية المشؤومة، أو ما بعد الحروب والاعتداءات الإسرائيلية التي أوقعت أشد الأضرار والخسائر في المناطق اللبنانية وخصوصا في الجنوب، وكانت المملكة سباقة للوقوف بقوة إلى جانب لبنان ونصرته في المحافل العربية والدولية، ومد إليه يد المساعدة بسخاء للتخفيف من آثار هذه الاعتداءات وتجاوز ضررها وتمكين الشعب اللبناني من النهوض من جديد». ورأى الحريري أن «هذا النهج ليس بجديد على الملك سلمان، الذي عرفه اللبنانيون منذ عقود صديقا وأخا وراعيا، لمئات السياسيين والمثقفين والصحافيين ورجال الأعمال والاقتصاد، حتى قيل فيه إنه يعرف عن لبنان أكثر مما يعرف كثير من اللبنانيين، وهو حفظه الله، لطالما أبدى حرصه الشديد على العلاقة المميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين، إن كان من خلال العلاقات التي نسجها مع كثير من القيادات والشخصيات اللبنانية، وخصوصا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو في كل مراحل تسلمه للمسؤولية، أو في المناسبات والمحطات المهمة التي كانت تعقد بالمملكة، وعلى الأخص منها ما صدر عنه من مواقف داعمة ومؤيدة للبنان إبان انعقاد الندوة الاقتصادية بالرياض في عام 2003، حيث عبر عن مشاعره الصادقة وعاطفته النبيلة تجاه بلدنا، مؤكدا الحرص التام على المصلحة اللبنانية وتشديده على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وتشديده على أن كل ما يهم المملكة هو تعافي لبنان من مشكلاته الداخلية والخارجية ليتمكن من لعب دوره بشكل طبيعي في أسرته العربية وفي العالم». وشدد الحريري على «أن مكانة لبنان حاضرة في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على الدوام، كما كانت حاضرة في قلب الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، الذي بذل جهودا استثنائية طوال السنوات الماضية للحفاظ على الأمن والاستقرار في كل ربوع لبنان، ومنع انزلاقه إلى متاهات الحروب المحيطة والعواصف الهوجاء التي اجتاحت المنطقة وهددت بالتمدد إلى بلدنا مرارا». وقال: «لقد ترجم هذا الحرص على أرض الواقع بمد يد المساعدة السخية وتقديم هبة المليارات الثلاثة لتسليح الجيش اللبناني وجعله قادرا على مواجهة أعباء التحديات الأمنية المتزايدة، ثم مبادرته إلى تقديم هبة المليار دولار الإضافية لمكافحة الإرهاب، ليصل مجموع الهبات المقدمة من المملكة العربية السعودية إلى 4 مليارات دولار، في سابقة لم يشهد لها مثيلا لبنان من قبل من أية دولة شقيقة أو صديقة منذ نشأته وحتى اليوم. وهذا دليل قاطع على مدى وقوف المملكة إلى جانب لبنان وحرصها الشديد على استتباب الأمن والاستقرار فيه، قولا وفعلا، لأنها تعتبر معافاة لبنان وبقاءه إنما هو عامل دعم وقوة لباقي الدول العربية ونموذجا يتطلب الحفاظ عليه».