تأكد لي أننا قوم «حملات»، نفور ونخمد في القيام بالعمل وتطبيق القانون حسب الحماسة لا معيارية ثابتة في الأداء والقيام بالمسؤوليات والواجبات!. على سبيل المثال تفور أمانات المدن والبلديات في القيام بحملات تفتيش على المطاعم والمحلات المخالفة فتغلق هذا وتغرم ذاك وتملأ الصحف بأخبار نشاط الحملة ثم تختفي فجأة، ويقوم رجال المرور بحملة على مخالفي الوقوف الخاطئ وعدم ربط الأحزمة ومستخدمي الهاتف الجوال ثم تهدأ، وتقوم فرق مكافحة التسول بحملة في الطرقات لمطاردة المتسولين ثم تتوارى! لذلك نجد أن ظواهر القصور السلبية في مجتمعنا شائعة وعدم احترام الأنظمة جزء من ثقافة حياة الكثير من الناس، والسبب الأهم أن بعض من يقومون بالحملات ويطبقون القانون لا يؤمنون أحيانا بما يقومون به، وهم أنفسهم ممن يخالفون الأنظمة ويرتكبون المخالفات خارج أوقات عملهم! أن يصبح كمال العمل رهنا للحماسة وحدها أو الامتثال للأوامر وحسب دون إيمان حقيقي نابع من الذات بالمسؤولية المناطة والعمل المكلف به يعني نتائج آنية وردود فعل وقتية سرعان ما تزول آثارها، ولعل هذا هو سبب استمرار وتكرار نفس المخالفات التي تقوم الحملات للحد منها! باختصار.. لو طبقنا القانون وآمنا بالنظام كجزء من ثقافة الذات لما احتجنا للقيام بأي حملة!. عكاظ