أولاً نحمد الله على قضائه وقدره ونقول كما قال الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} العنكبوت، وثانياً تعازينا للأسرة الحاكمة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمواطنين ومواساتهم بفقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) عليه سحائب الرحمة والمغفرة ونحمد الله أن هذه الأسرة الحاكمة منذ توحيد هذا الكيان عام (1351هـ) على يد الموحد (الملك عبدالعزيز) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والأسرة الحاكمة تسير على دستورها (كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسوف تستمر إن شاء الله على هذا النهج الذي عمل منهجاً لانتقال السلطة الحاكمة في المملكة العربية السعودية وهو (منهج البيعة) فهذا النظام لا يشبهه أي نظام (في جميع أنحاء العالم) (لا حزبية ولا تكتلات ولا تجمعات) فهذا النظام (صمام الأمان) للأسرة الحاكمة والشعب السعودي. حيث انتقلت السلطة بطريقة سلسلة تحمل للوطن والمواطن السلام والاستقرار وهذا ما حصل بعد وفاته رحمه الله بانتقال الحكم (لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز) الذي اهتم بالمواطن والوطن وساهم في تنميته منذ نعومة أظافره فهذا النظام نظام البيعة الذي جعل الرضى من جميع أفراد المجتمع فهو من بدون تكلف أو مشاحنات أو مطبات وانتقل بسلاسة تحمل للوطن السلامة والاستقرار فهذا النظام ضبط وقضى على الشائعات والتحليلات وخاصة من دول أوروبا وأمريكا وأستراليا هذه الشائعات والتحليلات بأن انتقال السلطة والحكم سوف تكون هناك زعزعة وارتباك وخلافات لكن الواقع عكس ذلك كما ذكرنا (وكما قيل إذا مات ملك قام ملك آخر) بسلاسة ورضاء من جميع الأطراف في ضوء التعليمات والمبادئ الإسلامية. وهذا ديدن وشعار الأسرة الحاكمة القريبة من شعبها فهي بمثابة (الحكم العائلي يشد بعضه بعضاً). فمناقب حاكم الحرمين الشريفين لا تحصى ولا تعد والهدف فيها تنمية الوطن السعودي فهو اهتم كثيراً غفر الله له بالتعليم لأنه يعلم أن التعليم هو معيار تقدم الشعوب فوافق على إنشاء (33) جامعة و(45 كلية) في جميع مناطق المملكة مترامية الأطراف ورصد للتعليم المليارات وخاصة التعليم العام بجميع مراحله الابتدائي والمتوسط والثانوي حيث يشمل هذا التطوير (المعلم والمنهج والطلاب والمباني) وآخرها دعمه حفظه الله بثمانية مليارات ريال وإنشاء جامعة الأميرة نورة والجامعة العالمية للعلوم في جدة ولا ننسى أنه يوجد أكثر من (200) ألف طالب وطالبة يدرسون في دول أوروبا وأمريكا وأستراليا كل هذا من أجل مواجهة التحديات في مجال التنمية الإنسانية والأخلاقية من أجل نهضة وبناء الإنسان السعودي ومن مناقبه رحمه الله أيضاً (المدن الاقتصادية والمجلس الأعلى للاقتصاد) والقضاء وتطويره ومركز الملك عبدالعزيز للحوار للتقارب بين الأديان. ولا ننسى اهتمامه بالمرأة حيث وافق على تعيين (30) امرأة ممن يحملن المؤهلات العلمية العالية لأنه يعرف أن المرأة نصف المجتمع وحجر الزاوية بالنسبة للأسرة من أجل إعطاء الرأي والمشورة وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وكذلك اهتم رحمه الله بصحة المواطن لأنه يعرف ما بعد التعليم إلا الصحة فافق على إنشاء (6) مدن طبية في مختلف مناطق المملكة و(11) مستشفى تخصصي و(32) مستشفى عام ولن ينسى حفظه الله الشباب لأنه يعرف حفظه الله أن الشباب هم عماد المستقبل بعد الله سبحانه وتعالى فدعم الرياضة بالأموال وإنشاء (جوهرة جدة) أستاذ الملك عبدالله و(11) مدينة رياضية في مختلف مناطق المملكة ولا يمكن حصر مناقبه في هذا المقام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. لكن نعود ونقول إن البيعة (لخادم الحرمين الشريفين) هي صمام الأمان بطريقة سلسلة والدليل على ذلك مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للداخلية هذا الرجل الذي ضحى بجهده ووقته وسهر الليالي من أجل محاربة التطرف والإرهاب إلى درجة أن حياته تعرضت للقتل من قبل احد الإرهابيين المجرمين فجهوده ملموسة ومحسوسة حتى شملت مظلة الأمن الجنائي جميع مناطق المملكة الجغرافية والتي تعتبر شبه قارة. وهذا ليس بالبساطة والهيبة لولا الله ثم جهود هذا الرجل فنعم الرجل فهو أهلٌ لهذا المنصب وفي هذا المقام الذي نوضح فيه أن هذا الانتقال السلس للحكم انتقل من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى أبنائه ومن ثم أحفاده اللهم أحفظ هذا البلد من كل مكروه وأنعم علينا بالأمن والأمان ورغد العيش في ظل قائد مسيرتنا (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز).. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.