الرياض: عماد المفوز شدد أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، على أنه لا يمكن التدخل في عمل وسياسة مدرب المنتخب السعودي الإسباني لوبيز كارو بعد الانتقادات التي طالت المدرب فور إعلانه تشكيلة المنتخب استعدادا لمواجهة المنتخب العراقي. وقال «كنت أتمنى أن أكون مدربا؛ لكن إمكاناتي لا تسمح لي بالتدريب!! وعندما تم اختيار المدرب لوبيز لتدريب المنتخب وضعنا الثقة الكاملة كمجلس إدارة للاتحاد السعودي والجمعية العمومية لإعطاء المدرب لوبيز الأحقية الكاملة في عملية الاختيار والأسلوب، ووضع المنهجية التي يعمل به الفريق، ومن حقه أن يختار العناصر، ولدينا إدارة بقيادة سلمان القريني، وما عمد إليه المدرب يصب في مصلحة المنتخب، ونتمنى أن ينعم الله علينا هذه الأيام المباركة بتحقيق النقاط الثلاث». وفي الوقت نفسه أكد عيد أن «من ينتقد النقد الهادف نحترمه ونقدره، ومن ينتقد خلاف ذلك نحترمه ونقدره؛ لكن أمامنا دائما وأبدا السعودية فوق كل شيء، وإذا رأى البعض أن رئيس الاتحاد أحمد عيد يتخاذل في خدمة الوطن، فهو مخطئ، ومتى رأيت أن هناك سببا من الأسباب للتدخل فإنني سأتدخل؛ لكن في الوقت الحاضر ليس هناك ما يدعو إلى التدخل. الجميع يعمل في منظومة واحدة لتحقيق نتيجة إيجابية، ويجب علينا احترام المدرب بغض النظر عن القناعات حول الخيارات، وهناك أمور فنية لا نفقه فيها، ونحن نحترم الرأي العام لو اختلفنا حول لاعب أو لاعبين من أصل 30 لاعبا، فهذا كفيل بإعطاء المدرب الصلاحية الكاملة لممارسة عمله من دون أي ضغوط». وقال إن موضوع طلب الأندية الاستعانة بالحكام الأجانب في أكثر من 3 مباريات بعد الهجوم المتواصل على الحكم السعودي سابق لأوانه.. «وأنا لا أتدخل شخصيا في مثل هذه الأمور، ومتى رأى مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الحكام ذلك فنحن أول الداعمين للأندية، ولنجاح الدوري السعودي، وليس هناك شيء لا يتغير، فالنظام يتغير، والأعراف تتغير، وهذا الموضوع ليس بيدي، وثقتنا في الحكم السعودي ليست وليدة اليوم، ونحن لا نقر بعض الأخطاء، وفي الوقت نفسه نشجب بعض التصريحات التي طالت كثيرا من الحكام؛ ولكن سنظل ندعم الحكم السعودي من خلال البرامج والندوات وتثقيف الحكم في الجانبين النفسي والفني، ووضع آلية لرفع مستوى كرة القدم، ومن ضمنها المجال التحكيمي. لدينا حكام واعدون سيكون لهم شأن في المستقبل القريب، وبالتالي على الحكم السعودي أن يأخذ فرصته، وسنعالج جميع الأخطاء التي ارتكبها ونتقبل الانتقادات الهادفة، وحسبما رأيت ورأى الآخرون فإن التحكيم بدأ يتحسن إلى حد كبير منذ بداية الموسم؛ لكننا لسنا راضين الرضا الكامل عن الحكم السعودي». وأبدى عيد احترامه وتقديره للجنة الانضباط ممثلة في رئيسها وأعضائها التي تعد إحدى اللجان الفاعلة التي يجب أن يكون لها دور، مؤكدا أن «الزملاء في اللجنة يعكفون على وضع هذه الآليات، وهناك نظام ولائحة سيطبق كل ما فيها، ولجنة الانضباط كما يعلم الجميع لجنة قضائية لا يتدخل فيها الرئيس أو أعضاء اتحاد الكرة، ولديها لوائحها وأنظمتها، وهناك أحاديث جانبية وتواصل بيننا وبين الجميع لخدمة رياضة كرة القدم، وستقوم اللجنة بعملها خير قيام». وأضاف عيد أنه سيقوم بزيارة البحرين للالتقاء مع رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم؛ لمناقشة إقامة دورة الخليج واتخاذ قرار في هذا الشأن اليوم الثلاثاء.. «فما يهمنا هو استمرار هذه الدورة بغض النظر عن إقامتها في جدة أو البصرة»، مشددا على أنه يقوم بزيارة أبنائه لاعبي المنتخب في معسكرهم الإعدادي استعدادا لمواجهة العراق للوقوف معهم. وبيَّن عيد أن اتحاد الكرة قام بصرف جميع المبالغ الخاصة بالنقل التلفزيوني للأندية، والبالغة 60 في المائة، وسيتم صرف جميع المديونيات المتعلقة باتحاد الكرة بعد أن تم الاجتماع مع مسؤولي وزارة المالية، وتم التوقيع على المحضر.. «وفي هذا المقام أشكر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على دعمهما المتواصل للشباب والرياضة». وسبق أحمد عيد حديثه بالاجتماع مع الحكام، حيث قال عنهم «ثقتنا في الحكم السعودي لن تتزعزع، وسنكون داعمين له؛ لأنه ابن من أبناء الوطن، ونعزز الوطنية في جميع الحكام، ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن، ونحن ندرك تماما أن الحكم والأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، ولا يوجد حكم في العالم لا يخطئ، والجميع يعرف أن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية، وهو قرار صعب؛ ولكن نتمنى أن تتلاشى هذه الأخطاء في المرحلة المقبلة، من خلال التحلي بالصبر والثقة في النفس، والمسؤولية والأمانة والتوكل على الله سبحانه وتعالى، ونقدم الشكر لرئيس اللجنة عمر المهنا ولزملائه على الجهد والعمل للارتقاء بمستوى التحكيم. ومن جانبه، عاتب عمر المهنا، رئيس لجنة الحكام الرئيسة، حكامه خلال بداية الاجتماع الشهري على الأخطاء المتكررة التي اعتبرها غير مقبولة.. «وللأسف من يقع فيها أصحاب الخبرة الكبيرة؛ لكن النقطة الأساسية التي أجدها فيكم أنه لا توجد شكوك؛ ولكن يهمنا أن نقضي على هذه الأخطاء، وأرى في بعض الحكام لا مبالاة في تقديرهم للأخطاء، وللأسف يقعون في أخطاء بدائية أرجو أن تفسروها لي. وهناك حكام قليلو الخبرة استطاعوا النجاح في المباريات، فكيف يفسر ذلك؟.. وكيف أستطيع الرد على من ينتقد التحكيم؟.. وسبق أن كررت كلامي أكثر من مرة، أي حكم لا يجد في نفسه الرغبة في قيادة أي مباراة فعليه إبلاغنا، فاللجنة لن تعاقبه، فيهمنا أن يكون الحكم في جاهزيته الفنية كاملة». وشدد رئيس لجنة الحكام على أن هناك حملة كبيرة ضده «وللأسف يقودها بعض المنتمين للتحكيم، وهؤلاء الأشخاص جالسون ينتقدون كل صغيرة وكبيرة؛ ولكن يبقى الدور عليكم للرد عليهم في الملعب، ولا أخفي عليكم أنه تأتيني كثير من الاتصالات والرسائل لا أعرف عنها أي شيء، ودائما ما أضع جهازي الهاتفي على الصامت، والأهم في ذلك أن ضميري مرتاح في العمل الذي أقوم به». وبين المهنا أن «تقييم الحكام يتم على مستوى أدائهم، وليس على نوع المباراة، وقررت اللجنة إيقاف الحكم عباس إبراهيم بعد الأخطاء التحكيمية في مباراة الفتح والشباب، ولعل أبرزها عدم طرد لاعب الفتح شافي الدوسري، وأنه لا توجد ضربة جزاء؛ ولكن اضطررنا إلى تكليفه في نجران لظروف الطيران». وناقش المهنا مهام الحكم المساعد؛ حيث تابع الكثير من الحالات التي تستدعي وجود الحكم المساعد في أكثر من قرار؛ ولكن للأسف «لم أجد أي تعاون مع حكم الساحة، وعليه ألا ينتظر أي قرار من رئيس اللجنة أو المقيم مثلا؛ بل عليه أن يتدخل وفق الحالة التي تستوجب وجوده من دون أي خوف». واعترف المهنا بوجود أخطاء مؤثرة في المباريات، بعدم احتساب ضربات جزاء أو استحقاق البطاقة الحمراء أو إلغاء أهداف بحجة التسلل، ولعل أبرز الحالات عدم وجود ضربة جزاء للاتحاد في مباراة الديربي أمام الأهلي، والتي قادها الحكم عبد الرحمن العمري، وأيضا وجود ضربة جزاء للنصر لم يحتسبها الحكم تركي الخضير في مباراته أمام العروبة، وفي مباراة الهلال والاتحاد التي قادها الحكم صالح الهذلول تعد البطاقة الصفراء للاعب أسامة المولد والكوري شو قرارا صائبا، وأيضا الهدف الثالث صحيح، وفي مباراة الاتفاق والتعاون في الدقيقة 39 هناك ضربة جزاء صحيحة لم يحتسبها الحكم. وخلال شرح الحالات حدثت مشادة بين عضو اللجنة عبد الله القحطاني، والحكم عبد الرحمن الأحمري؛ حيث يرى الأخير أن القحطاني كان يركز على أخطائه بشكل واضح في مباراة العروبة والفيصلي التي قادها المالكي، وتدخل المهنا في الوقت المناسب بعد أن تعالت الأصوات بينهما، وطلب من المالكي تقبل الآراء من دون حساسية.