قبل أربعة أشهر هرب محمد بشير مع عائلته من مدينة عين العرب (كوباني) خوفا من تنظيم الدولة الإسلامية، بينما انخرط ابنه البكر في صفوف مقاتلي وحدات حماية الشعبالكردية. طيلة تلك الفترة كان بشيريذهب يوميا إلى تلة مشته النور في الجانب التركي حيث يتمكن من رؤية مدينته التي نزح عنها. ومثل العديد من نازحي عين العرب، يسكنبشيروعائلته في مخيم أرين مير خان بمدينة سروج التركية. واليوم جاء بشير إلى التلة وهو يتأهب للعودة، حيث تحدث للجزيرة نت عن دمار المدينة بشكل كامل، قائلا إن ابنه أخبره بأن مطعمهم أصبح كومة من الأنقاض. لكنه عبر عن شعوره بالسعادة بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منعين العرب، وقال "لقد عدنا إلى الحياة من جديد". جانب من احتفالاتالأكراد بطرد تنظيم الدولة منعين العرب (الجزيرة نت) توافد النازحين وتمكنت وحدات حماية الشعب المدعومة بتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة من طرد مقاتلي تنظيم الدولة من مدينة عين العرب بعد أربعة أشهر من المعارك الدامية بين الطرفين. ومنذ يوم أمس، يتوافد النازحون إلى الحدود الفاصلة مع مدينتهم يتابعون بشغف الأخبار الواردة منها، وسط فرحة عارمة بطرد مقاتلي التنظيم. وتتحدث زوزانعن كيفية خروجها منعين العربقائلة "عندما اشتدت المعارك ووصلت إلى أطراف المدينة، أجبرنا على الخروج منها.. حملت معي هاتفي والحاسوب المحمول فقط، ولم نستطع إخراج شيء معنا". وتضيف زوزان في حديث للجزيرة نت أنهم هربوا بسرعة إلى الحدود الفاصلة مع تركيا وقطعوا المسافة مشيا على الأقدام، معبرة عن فرحتها بقولها "نحلم باليوم الذي سنعود فيه إلى ديارنا.. لا نريد حجرا ولا شجرا، نريد أرضا ووطنا". الحرب خلفت دمارا هائلا في عين العرب خراب هائل من جهتها تقولرئيسة ما يسمى المجلس التشريعي لعين العرب فايزة عبدي إن التحدي الأكبر بعد طرد تنظيم الدولة هو إعادة النازحين إلى منازلهم. وتضيف فايزةأن المدينة شبه مدمرة بما في ذلك البنى التحتية، "وأكوام الأنقاض منتشرة في كل مكان.. الحرب خلفت خرابا هائلا". وحسب مكتب الإحصائيات الخاص بشؤون اللاجئين في تركيا، بلغ عدد النازحين من مدينةعين العرب183 ألفا. لكن مسؤولين أكرادا يقولون إن أكثر من 200 ألف شخص عبروا نحو الأراضي التركية منذ يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي. وطالبت فايزة عبدي بفتح ممر إنساني عاجل والسماح بعودة الأهالي عبر المنفذ الرئيسي الوحيد (معبر مرشد بينار) المغلق منذ بداية الحرب، وشددت على ضرورة ضمان سلامة الراغبين في العودة. من ناحيته، أكدالمسؤول بالمجلس الوطني الكردي الدكتور يشار علي أن المجلس يعقد اجتماعات متواصلة لمناقشة خطط ما بعد طرد تنظيم الدولة من المدينة، وطرح عدد من المشاريع لمساعدة الأهالي في العودة. وقال علي إن التحدي الأكبرهو إعادة مقومات الحياة بعد تدميرالبنية التحتية وتعطل شبكات المياه والكهرباء وانسداد مجاري الصرف الصحي، مضيفا أن تأهيل هذه المرافق يتطلب دعما دوليا.