فاصلة ((لكلّ نفس وإن كانت على وجل من المنيّة آمال تقوّيها المرء يبسطها والدّهر يقبضها والنّفس تنشرها والموت يطويها)) - علي بن ابي طالب. رضي الله عنه- الفقد في جميع حالاته مؤلم لكن فقدنا للراحل عبدالله بن عبد العزيز يشبه اليتم على امتداد واسع في معناه الحسي، فقدنا للملك الرحيم يشبه وجهنا حين يفارقنا وارضنا حين لا تعرفنا، لم أجرب فقد الاب اطال الله في عمر والدي، لكنني حين سمعت خبر وفاة والدنا الملك وأنا خارج البلاد شعرت بالغربة رغم انني ادرس في بريطانيا لسنوات ولم أشعر بمثل ما شعرت به من وحشة شعر بها آلاف السعوديين من المبتعثين والمبتعثات في كل مكان من العالم. فقدنا كمبتعثين ومبتعثات الرجل الذي حقق لنا حلم المستقبل ولم يكن يرجو منا شكراً او تقديراً، إنما كان يوصينا بديننا ووطننا. لن أكتب اليوم عن إنجازات الملك أو قيادته الحكيمة أو نصرته للمرأة حيث حصدت في عهده مناقب عدة. سأتكلم عن شيء من مشاعري التي شعرت بها كل امرأة سعودية فالنساء يعرفن معنى فقد السند . يعرفن معنى ان يكون قائد السفينة يتبع هدي رسول الخلق في تكريم النساء. في البدء تواترت الأخبار وما كنت اصدقها، ثم تأكد الخبر وما زلت أنتظر تكذيبا، ولأني كنت خارج الرياض اكتشفت اني لم أتابع أي من مراسيم الدفن والعزاء، وكأني أحاول عدم مواجهة الحدث مع ان الموت حق. لكن حين تفقد ملكا مثل عبد الله فانت تفقد شيئا لا تستطيع التعبير عنه مهما احترفت فنون الكتابة، ولذلك اعتذرت فلم اكتب مقالتي يوم الأحد الماضي.. ولذلك أكتب هذه المقالة وكأنها المرة الأولى التي أكتب فيها. أشطب الكلمات وأعود أكتبها من جديد وأشعر بها أقزاما لا تستطيع حمل مشاعري. يارب لأجل كل طفل يتيم وكل امرأة ضعيفة وكل شيخ كبير كان لهم عبدك عبدالله سنداً وعوناً في الحياة ارحمه يا الله رحمة واسعة وارزقه جنة الفردوس يارب إن كان ملكنا قد رحل فقد أوكلت أمرنا إلى أخيه سلمان بن عبد العزيز القائد الذي كان عضدا لأخيه، يارب فكن له عونا لمافيه خير بلادنا.