ما إن أنهى مبارك شهادة الثانوية العامة قبل عام حتى وجد نفسه أمام مفترق خيارات عديدة لتحديد مستقبله ووجهته في الحياة بصعوبتها؛ فهو من جهة يرغب في إكمال دراسته، ومن الجانب الآخر يجد نفسه مجبراً على العمل اتساقاً مع ظروفه الصعبة؛ فاستقر به القرار لتقديم أوراقه على وظيفة لدى شركة متخصصة في مجال الطيران والملاحة تحت مسمى الخدمات الأرضية..!! مبارك.. إضافة إلى أن ظروفه تسيجها القسوة بفولاذ من حديد، فهو مصاب بداء العصر السكري؛ ما تسبب له لاحقاً في حرمانه الوظيفة المنتظرة؛ إذ كانت بالنسبة له كحلم باتساع المدى.. فبعد أن تجاوز المقابلة الشخصية وما حملت من اختبارات ومطبات تم رفضه بحجة أن الكشف الطبي المتضمن إصابته بالسكري هو العذر لعدم قبوله على الوظيفة..!! مبارك بعد أن اعتذر له مدير التوظيف الأجنبي عن عدم التعيين يطرح السؤال نفسه: هل هناك في نظام الخدمة المدنية والعمل والعمال وشؤون الموظفين لدى الشركات الخاصة والوزارات ما ينص صراحة على أن خلو المتقدم من مرض السكري شرط للتوظيف..؟! إن كان كذلك فهل يحق لمرضى السكري من فئة الشباب بالتسجيل لدى الضمان بالشؤون الاجتماعية، وصرف رواتب شهرية لهم تحت مسمى المساعدات، باعتباره عذراً قانونياً وطبياً، ويأتي كعجز فعلي، مثله مثل أي عجز آخر؛ يحق لصاحبه التسجيل ضمن مستفيدي الضمان..؟! أما في حال أنه لا يوجد نظام معين في الخدمة المدنية أو نظام العمل والعمال يستثني المصابين بالسكري من الوظائف؟! فمن أين يأتي مديرو التوظيف في الشركات بمثل هذه الأعذار لرفض المتقدمين على الوظائف لديهم؟! إن من حق جميع الأشخاص المصابين بالسكري معرفة تأثير مثل هذا المرض من الناحية القانونية؛ وذلك حتى لا يكون مثل هذا المرض عذراً للتجاوز، ومبرراً للحرمان من الوظائف من أي جهة كانت؟!