أكد الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، لـ«الشرق الأوسط»، أن رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز لا يمثل فقدا للسعودية فحسب، وإنما للكويت وبقية الدول العربية والإسلامية. وأضاف أنه «قد أفنى حياته لخدمة بلاده وشعبها وقضايا العرب والمسلمين، وحول المملكة من حال إلى حال عبر مشاريعه التطويرية والتنموية الواسعة». وأوضح الصباح، أن مآثر الفقيد من الصعب أن تحصى وتعد، لأنه وضع بصمات إنسانية واسعة في مساندة ودعم المحتاجين في كل مكان، وأسهم في إذابة الجليد الذي كان يشوب العلاقات في الصف العربي والخليجي، وأظهر سماحة الدين الإسلامي الحنيف لباقي الحضارات من خلال إطلاقه مركز الحوار بين أتباع الأديان. وأشاد بمناقب فقيد الأمتين العربية والإسلامية الذي وافاه الأجل فجر الجمعة الماضي وبما كان يتسم به من مآثر وضعت السعودية في مكانة مرموقة إقليميا ودوليا، مؤكدا على ما يكنه شعب دولة الكويت وقيادتها الحكيمة من محبة صادقة واحترام كبير للفقيد الراحل، مشيرا إلى وشائج المحبة والأخوة التي تربط الشعبين الكويتي والسعودي من خلال وحدة المصير والتاريخ المشترك. وقال إن «رحيل خادم الحرمين خسارة كبيرة لما تمتع به، رحمه الله، من رؤية ثاقبة ونظرة حكيمة ومواقف شجاعة وله مكانة مميزة في ذاكرة الكويتيين يستذكرونها بكثير من الاعتزاز والتقدير لأنها أصبحت مرادفة لذكريات تحرير البلاد». وأضاف أن الفقيد كان يحمل روحا إسلامية وعربية أصيلة دعمت القضايا العربية والإسلامية في جميع المحافل الدولية وكان أحد الرجال العظماء الذين يعرفون بأفعالهم وقراراتهم الصائبة ومواقفهم البطولية داعيا المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. وقال إن «الملك الراحل لم يتردد يوما في الإقدام دفاعا عن الحق مهما كان الثمن ولم يتردد في قول كلمة الحق مهما كانت صادمة ولم يتردد في الانحياز إلى مطالب شعبه وإلى حقوق البسطاء والمحتاجين ولم يتردد لحظة في دعم إخوانه الخليجيين والعرب والمسلمين بل كان في المقدمة دائما يحمل همومهم كأنها همومه». وذكر أن الملك عبد الله، رحمه الله، كان قلب العرب النابض والمرجعية التي يلجأ الجميع إليها وكان ملك التجديد والرؤية والبصيرة وملك المواقف والشجاعة والشهامة وسيف العرب والإسلام المستنير وقامة لم تنحن إلا لله تعالى.