تبرز سمات كثيرة وخصال عدة من جوانب شخصية الملك سلمان، خصوصاً في ما يتعلق بالمناقشات الثقافية والفكرية مع الرموز الأدبية والفكرية في المجتمع، لكن كشفت محاضرة قدمها الملك سلمان قبل أكثر من عامين في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن «منهج الاعتدال السعودي»، في أن تلك المحاورات والمناقشات التي يبرز فيها الملك سلمان في المناسبات والمجالس لا تستثني الطلاب في المراحل الجامعية. وكشف المشرف العام على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي والملحق الثقافي السعودي في إسبانيا الدكتور سعيد بن مسفر المالكي لـ «الحياة»، أن جوانب فكرية وسمات شخصية برزت لي في الملك سلمان، إذ إن إجراءات التنسيق والقبول والتشرف لإلقاء المحاضرة ومناقشة طلاب وطالبات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والأدباء والمثقفين عن «منهج الاعتدال السعودي» التي أظهرت عدم تردده وقبوله بينت انضباطية الحضور والالتزام بالوقت ومتابعة لأدق التفاصيل الخاصة بالتنسيق والإجراءات وكانت تجرى وقتها بالترتيب مع الدكتور عبدالرحمن الشلهوب، ففي الوقت الذي يتولى فيه الملك سلمان ولاية العهد ووزارة الدفاع، قرر أن يخصص وقتاً ومساحة كبيرة في تلك الليلة بطلب منه، إضافة عن الوقت المقرر. وأكد «المالكي» أن شغف الأمير سلمان وحبه لساحة المحاورات جعله يمدد الوقت المخصص في المناقشة مع الطلاب، وأذكر أنه طلب مني بحكم أنني تشرفت بإدارة الحوار في تلك المناسبة إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الاستفسارات والأسئلة وتمديد وقت اللقاء المتعلق بفترة المناقشات التي ركز فيها على الطلاب والطالبات، وهو ما جعلني أكتشف جانباً مهماً، وهو اهتمامه بطلاب الجامعات ومناقشتهم على رغم وجود أكاديميين ومثقفين وأدباء ورموز ثقافية في قاعة الحضور. وبيـّن المشرف على كـرسي تأصيـل منهج الاعتدال السعودي والملحق الثقـافي السعودي بإسبـانيا أن الجميـع أشاد بنمـوذجية الحوار من طـلاب وطـالبــات ومـراقبيـن، وهـو غيـر مستـغرب إذا عرفنا أن الأمير سلمان قارئ نهم ومهتم بالتاريخ والثقافة وبالتالي فإن تلك الخلفيات والجوانب المضيئة في شخصية الأمير سلمان الثقافية جعلت منه راصداً وشاهداً على تاريخ وحقبات الملوك التي يرسخها جيل بعد جيل في تاريخ الاعتدال السعودي والمواصلة عليه.