مثلما فعلت نظيرتها في الشمال، استبعدت المفوضية العليا للانتخابات بجنوب السودان منطقة أبيي من الانتخابات التي ستجرى في الثلاثين من يونيو/حزيران المقبل، مما قد يولد خيبة في صفوف السكان. ولا تزال أبيي الغنية بالنفط موضع نزاع بين شمال وجنوب السودان، ويرجح مراقبون أن استبعاد مفوضية الانتخابات للمنطقة جاء بإيعاز منجوبا حتى لا تجد نفسها في مواجهة مع الخرطوم. وأعلن رئيس مفوضية الانتخابات أبنديقو أكوك أن منطقة أبيي لن تكون ضمن الدوائر الجغرافية في انتخابات جنوب السودان، وهو ما يعني أن المنطقة لن تشهد أي استحقاقات. وقال أكوك للجزيرة نت إنه لا يوجد قانون يخول المفوضية وضع أبيي ضمن حسابات الانتخابات العامة، ونوه إلى أن وضع المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب أملى هذا القرار. وأضاف أنه يمكن لرئيس جنوب السودان تسمية شخصيات من منطقة أبيي ليمثلوها في البرلمان إلى حين حسم النزاع عليها بين جوبا والخرطوم. أكوك: لا يوجد قانون يخول المفوضية وضع أبيي ضمندوائر الانتخابات(الجزيرة نت) ترسيم الحدود وفي عام 2009 أصدرت محكمة التحكيم الدولية حكما قضائيا بترسيمحدود المنطقة، بعد خلافات بين حزبي الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني السوداني. وفي عام 2010 سادت خلافات بين الحزبين بشأن تعريف من يحق لهم التصويت في الاستفتاء حول تحديد تبعية المنطقة. ونتيجة لتلك الخلافات، أجّل استفتاء تحديد مصير منطقة أبيي الذي كان متوقعا تنظيمه بالتزامن مع استفتاء شعب جنوب السودان على الاستقلال أو البقاء مع الجنوب. ولم تعترف الخرطوم بنتائج استفتاء أجرته عشائر دينكا نقوكفي أكتوبر/تشرين الثاني عام 2013. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية بدولة جنوب السودان ميوين ماكول إن المشاورات السياسية لا تزال مستمرة بين حكومتي جوبا والخرطوم من أجل التوصل لتسوية حول الاستفتاء لتحديد تبعية منطقة أبيي. وأشار للجزيرة نت إلى أن قرار المفوضية يأتي نتيجة لعدم توصل حكومتي البلدين لنتيجة نهائية بشأن وضعية أبيي. وأشار إلى أن التفاهمات السياسية حول مصير المنطقة مستمرة بوساطة من اللجنة الأفريقية الرفيعة المستوى التي يرأسها زعيم جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي. وكانت مفوضية الانتخابات في السودان قد أعلنت كذلك أن أبيي ليست ضمن الدوائر الجغرافية للاستحقاقات المقررة في أبريل/نيسان المقبل. مجدي أحمد مفضل نائب رئيس البعثة الدبلوماسية للسودان في جوبا قال إن استبعاد منطقة أبيي من انتخابات البلدين يعود لكونها لا تزال محل نزاع مما جعلها ذات وضعية خاصة. أجول لول: استثناء أبيي خيانة قد تسبب سخطا لسكانها(الجزيرة نت) تفادي التعقيدات وأشار إلى أن هذه الوضعية جعلت إدارة المنطقة في يد رئيسي البلدين. وقال إن قرار الاستبعاد يهدف لتفادي التعقيدات السياسية التي يمكن أن تنجم عن ضمها في الدوائر الجغرافية لأي من الجارين. ورأى الكاتب الصحفي سانتو بربر أنه من الطبيعي أن تكون أبيي خارج جغرافية الدوائر الانتخابية بجنوب السودان لكونها لا تزال موضع نزاع. وأضاف أن تحييد المنطقة عن الانتخابات يترجم رضا المسؤولين في البلدين وتساءل "متى ستظل أبيي خارج الدوائر؟". وقال إن تحييد المنطقة من الانتخابات يتم من دون أن يلوح فى الأفق بصيص أمل لحل إشكالية وضعيةتبعيتها. لكن كبير محرري صحيفة "الموقف" الناطقة بالعربية أجو لول قال إن إبقاء أبيي خارج نطاق الدوائر الجغرافية للانتخابات "خيانة كبرى ترتكبها جوبا ضد أكثر من 66 ألف مواطن ممن صوتوا لصالح الانضمام لجنوب السودان خلال الاستفتاء الشعبي لعشائر دينكا نقوك". وأضاف للجزيرة نت أن مجرد وجود أشخاص نافذين من منطقة أبيي في الحكومة بجوبا ربما يسبب سخطا كبيرا لسكان المنطقة الذين قال إنهم صوتوا لصالح الانضمام إلى جنوب السودان.