أمسِ كان الحديث عن إنسانية (الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله)، وحُـبّ الشّـعْـب له، واليوم التأكيد على أنه قدم خلال سنوات حكمه ملحمة وطنية في البناء والتنمية في شتى الميادين؛ فَـكثيرة هي المشروعات التنموية والتنظيمية والفكرية التي أسسها (الملك عبدالله)، وقَـاد بها بلاده ومجتمعه بتوازن واتزان؛ إذْ وَاكَـب مستجدات العصر ومتطلباته دون المَـسَـاس بالثوابت والـمُـسَـلّـمَـات الشرعية! فـ (الملك عبدالله) هو مَـن أصدر نظام هيئة البيعة فأرسى قواعد البيت السعودي، ودعم استقراره، وهو المؤسس رحمه الله للحوار وصانعه بين أفراد المجتمع السعودي وأطيافه المختلفة، بقرار إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وغيره من المؤسسات والفعاليات والبرامج، فَـعَـلَ ذلك ليجعـلَ من الحِـوار الهادئ والهادف والبناء ثقافة متأصلة في النفوس تقودها نحو القبول بالرأي الآخر، ليكون ذلك أداة تجمع الــوطن ولا تفرقه! أيضاً (الملك عبدالله) عَـزّزَ الـنّـزَاهَـة والشّـفَـافية بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي حظيت بدعمه المباشر، وتوجيهه بأن تَـمتَـدّ أياديها لكائن مَـن كان. ولأن القضاء العَـادل أساس المُلك فقد اهتم (الملك عبدالله) بتطوير القضاء ببرنامج طموح حقق نجاحات سريعة صنعت مسارات إلكترونية في أغلب خطوات العدالة، حتى وصلت لمحطة التقاضي عَـن بُــعْــد! وفي الجوانب الخَـدَمَـاتِـيـة: قَــدّم الملك عبدالله الميزانيات الكبيرة للتعليم العام وتطويره، أما في التعليم العالي فقد أنشئت أكثر من (30 جامعة حكومية وخاصة في مختلف المناطق)، إضافة لبرنامج الابتعاث الدراسي للخارج الذي أفاد منه مئات الألوف من الطلاب. كذلك في عهد الملك عبدالله ظهرت برامج الـسّــعْـودة ودعم العاطلين عن العمل، وكذا تمّ إطلاق الـمُـدن الصّـحـيّــة والاقتصادية ومشروعات الإسكان، والّـنقْـل العام في العديد من المدن. وكذلك نُـفِـذت المشروعات العملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي يصادق عليها المسلمون من شتى أنحاء المعمورة. والمشاريع والبرامج التي قدمها (الملك عبدالله) لخدمة الوطن والمواطنين، التي يتابع تنفيذها مع الوزراء والمسئولين (دائماً)، وهو يُـرَدّد أمامهم عبارته المشهورة : (مِــن ذِمّـتِــي لِـذِمّـتكم أمام الله). أخيراً (الملك عبدالله رحمه الله) لم يكتفِ بخدمة وطنه وشعبه، بل كان رَجُــلاً مُـصلِـحَــاً، له خارجياً إسهاماته في رَأْب التصدعات الخليجية والعربية والإسلامية، ومحاولاته في نشر وسطية الإسلام، وغَــرْس ثقافة التعايش بين شعوب العالَـم على اختلاف أديانهم وثقافاتهم! aaljamili@yahoo.com