×
محافظة مكة المكرمة

القتل تعزيراً لـ"مغتصب القاصرات".. أرغمهن على الإباحية وألقاهن بالشارع

صورة الخبر

الموت خطبٌ جلل، ونحمد الله أن أوامر ديننا الحنيف تزودنا بالطاقة اللازمة نفسيا وروحيا وواقعيا لمواجهة هذه الخطوب، رحيل الملك عبدالله بن عبد العزيز غفر الله له واسكنه فسيح جناته كان له أثره الخاص في النفوس، في نفوس السعوديين والسعوديات من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، وفي نفوس العرب وأبناء الأمة الإسلامية عامة، لأنه احتل ببساطة مكانة القائد والفارس والأب الإنسان. وهنا تحاصرني قصة مؤثرة، حدثت معي منذ سنوات طويلة في مرحلة البحث والدراسات العليا، حيث جمعتني الظروف بزميل من قُطر أفريقي صغير ناطق بالفرنسية، جاء الرجل إلى المملكة وقضى فيها فترة لا بأس بها تعلم خلالها اللغة العربية، المفيد في القصة انه كلما رأى صورة الملك عبدالله -غفر الله له- في التلفزيون كان يقف على قدميه ويميل بجسمه إلى الأمام قليلا، ويرفع يده اليمنى في الهواء وكأنه يقذف برمح، لاحظت منه ذلك غير مرة، وسألته عن تفاصيل تلك الحركات، فأجابني: أنا من عائلة الودراوقوا وتعني بإحدى اللغات الأفريقية الفرسان، ورؤيتي لهذا الرجل تشعرني بمعاني الفروسية والأبوة والشجاعة. الذي أريد التأكيد عليه من هذه القصة أن الملك عبدالله بن عبد العزيز غفر له الرحمن شخصية موحية بأبعادها الإنسانية في الدائرة العربية والإسلامية والإنسانية العامة، كل هذا الزخم الإنساني الرائع لا يمنع المحلل السياسي من شحذ أدواته للوقوف على حقائق هي في الواقع إضافات جوهرية للشخصية القيادية للمغفور له بإذن الله، وأبرز هذه الحقائق: أولا: على مستوى الساحة الإقليمية والدولية تميزت فترة حكم الملك عبدالله بن عبد العزيز -يرحمه الله- بأن شهدت هاتان الساحتان درجات متقدمة من التوتر السياسي والتراجع الاقتصادي والتدهور الأمني، الأمر الذي جعل القيادة السياسية السعودية أمام مجموعة محدودة من الخيارات والحلول والمعالجات، إضافة إلى تحميلها دور ملء الفراغ من مواقع الاختلالات السياسية والأمنية إقليميا، علاوة على إدراك صانع القرار السياسي الوطني لضرورة المشاركة الفعالة مع المجموعة الدولية في رسم السياسات وإيجاد الحلول لقضايا لا تحتمل التأخير مثل قضايا الطاقة، وسياسات مكافحة الإرهاب عالميا. هذه معادلة معقدة استطاع الملك عبدالله التعامل معها بصبر وحكمة من خلال استخدام الميزات النسبية للمملكة العربية السعودية على المستويات الروحية والاقتصادية والسياسية، يضاف إلى ذلك كله البعد القيادي والإنساني في شخصية القيادة الذي أعطى كثيراً من الزخم للمواقف السعودية في نطاق هذه الدائرة وأعني بها الدائرة الإقليمية والدولية. الحقيقة الثانية التي تتجلى للمراقب في هذه الوقفة التحليلية هي التطورات الايجابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال عقد من قيادة الملك عبدالله، تقاطع فيها مفهوماي الأبوي والإنساني بشكل لافت في تحركات وقرارات القيادة السياسية، وتَلمس المواطن بشكل ملحوظ تركيز المسيرة التنموية على المستوى البشري والإنساني، وسجلت هذه المرحلة عددا من النقاط الإصلاحية غير المسبوقة في تطور المملكة العربية السعودية، كانت ذات ارتباط وثيق بشخص المواطن وصورة الإنسان السعودي. الجانب الفكري والثقافي كان له نصيب مبارك من توجيهات الملك عبدالله واهتمامه وحرصت على تناوله هنا؛ لكونه ذا دلاله واضحة على توجهات القيادة وحرصها على الإنسان عبر الاهتمام بمخرجات التعليم والتربية وعبر دعم مناشط الترجمة والحوار، وهذه أمور قد يظن البعض أنها ترفيهية للمجتمع السعودي لكن الحقيقة أنها بناء للشخصية عبر الإنفاق الحكومي الذي يوجه ويتشكل بروح القائد الذي وضع أولوية معلنة للإنسان وشؤونه على هذه الأرض. أحد المعطيات التي كرسها فكر وعطاء المغفور له الملك عبدالله تركيز رؤيته الشخصية على مسيرة تطور نظام ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، وهذه الإضافة انعكست بوضوح مذهل في عملية الانتقال العالي المرونة للسلطة موقع القيادة والمُلك إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله-، وتبدد أي معوقات أمام موقع ولاية العهد، وترسخ قيمة موقع الرجل الثالث في أعلى هرم السلطة في البلاد. كان الملك عبدالله يولي هذه الجزئية أهمية بالغة وحرص خلال فترة حكمه على ترسيخها ووضوحها وذلك لمعرفته العميقة بأن أي التباس أو لغط حول هذه المعاني سيؤثر على استقرار البلاد، وذلك يعني لديه -غفر الله له- المساس المباشر بأمن الإنسان، المواطن، أبنائه وبناته من السعوديين والسعوديات، الذين يعتصمون بالصبر لفقده ويدعون الله له بالمغفرة والثواب. مستشار وباحث في الشأن الدولي