عندما يكون الحاكم كعبد الله بن عبدالعزيز في تواضعه وسماحته وعدله وصدقه حتماً سيحبه شعبه كما أحبت الشعوب حكامها الصادقين المخلصين مثله.. لقد رحلت يا ملك القلوب عبد الله بن عبد العزيز من دار الفرار الى دار القرار وعيون شعبك تذرف الدمع الرقراق على فراقك ، ولم لا تنعيك وأنت الأب وأنت من وهبت نفسك من أجلهم قبل أن تكون ملكاً ، وكيف لايبالغون في حبك وأنت من قلت لهم ( يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم معي وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم ) فأنت من زرعت ذلك الحب العظيم الذي لن يموت . نعم لقد رحلت بجسدك لكنك لم ولن ترحل من قلوب أبناء شعبك وستبقي ألسنتهم تلهج بالدعاء لك بالعفو والغفران . ولن ينسى التاريخ وشعبك ما قدمته لهم من مشاريع ذات أبعاد استراتيجية بعيدة المدى تضمن لهم ولأبنائهم وأحفادهم عيشاً رغيداً وأمناً مستداماً ولعل أبرزها تلك المدن الصناعية والاقتصادية والزراعية والثقافية التي أمرت بإنشائها وها هي تؤتي أكلها بعد أن تركتها ولن ينسى التاريخ وشعبك ما أسسته من مشاريع عملاقة في الاتصالات والمواصلات والرياضة والصحة والتعليم فهي شاهد لا يفنى . ولن ينسى التاريخ وشعبك ما قدمته لعمليات إصلاح للكثير من المؤسسات الحكومية والتي أعدت لها الكثير من الدور المأمول الذي كنت تتطلع اليه . ولن ينسى التاريخ وشعبك برنامجك لابتعاث أبناء الوطن الى الخارج لينهلوا من ينابيع العلم والمعرفة في أكثر دول العالم تقدماً كي يعودوا محملين بالمهارات الحديثة لخدمة وطنهم الحبيب وستبقى في ذاكرتهم أنت بروحك وباسمك ومخيلتهم ماداموا أحياء فانت من فتحت لهم هذا الباب وتلك الفرصة العظيمة . ستبقى يا ملك القلوب في قلوبنا ماحيينا فنسأل الله أن يتغمدك برحمته وعفوه وغفرانه. ولا شك أن حب عبدالله بن عبد العزيز لم يقتصر على شعبه فقط بل أحبه الصادقون من أبناء الأمة الاسلامية بعد أن نافح عن قضاياهم في كل محفل عالمي ،وهيأ الكثير من الحلول التي أوقفت نزيفاً مستداماً أو خلافاً متقادماً أو صراعاً قائماً وشهد بحنكته وحكمته قادة العالم بعد أن أوجد الكثير من الحلول للقضايا المستعصية وبعد أن فتح أبواباً واسعة للحوار مع الأطياف والمذاهب والأديان واستطاع أن يحافظ على أمن واستقرار بلاده في ظل حالة من الهيجان الشعبي في حول محيط البلاد . ولن ينسى المنصفون من القادة والمفكرين والكتاب ما قام به ملك القلوب عبد الله بن عبد العزيز من مشاريع تخدم ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وأنت يا قائدنا سلمان بن عبد العزيز كلنا نبايعك ملكاً للمملكة العربية السعودية على السمع والطاعة ونبايع ولي عهدك مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد ولولي ولي عهدك محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي أسكت تعيينه الكثير من التكهنات التي يثيرها الحاقدون من حولنا وقفلت بقراراتك الحكيمة الكثير من الأبواب العاصفة سنقف خلفكم عوناً وسنداً ،وندعو الله تعالى أن يعينكم على تحقيق الاستدامة لنعم الأمن والاستقرار والرخاء لأبناء هذا الوطن العظيم فأنت ياسيدي خير خلف لخير سلف وأنت رجل الحكمة والحنكة وأنت القائد الفذ الذي سيكمل البناء الذي بدأه أسلافك من الملوك فسر على بركة الله وكلنا رهن إشارتك نفديك ونفدي هذا الوطن الغالي بأرواحنا وكل ما نملكه . والله من وراء القصد .