دعت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية دول مجلس التعاون الخليجي إلى توحيد جهودها والتركيز على تعزيز التعاون لمواجهة ازدحام المسارات الجوية فيما بينها، وهو ما يعد أبرز التحديات التي تواجه فرص النمو الواعدة أمام هذه الدول في قطاع الطيران المدني. جاء ذلك خلال مناقشة مستقبل أجواء الطيران في المنطقة كأحد أهم المحاور في «قمة مستقبل أنظمة الطيران المدني» التي عقدت في دبي أخيراً برعاية ومشاركة الهيئة. وشدد سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، على ضرورة أن تبدأ دول الخليج العربي في التعامل مع الأجواء المزدحمة بحركة الطيران خصوصاً مع وجود نمو مرتقب في حركة الطيران الإقليمي تصل نسبته إلى 6 في المائة سنوياً على مدى السنوات المقبلة، لافتاً إلى أنه «لا يمكن التغلب عليه بنجاح من دون آليات جديدة ومبتكرة لإعادة تصميم الأجواء الإقليمية من قبل كل دول الخليج». وأعرب السويدي عن ثقته في نجاح دول مجلس التعاون الخليجي في التغلب على هذا التحدي نظراً لما يحمله هذا النجاح في توسيع الأجواء وزيادة استيعابها من فرص واعدة للطيران المدني المحلي والإقليمي على حد سوء. وقال «إن الهيئة العامة للطيران المدني تحرص دائماً على الترويج للتعاون الدولي في قطاع الطيران المدني من خلال الشراكات المثمرة مع المنظمات والهيئات اللإقليمية والعالمية لضمان أفضل نتائج لاستثماراتنا في القطاع، ونحن نقدر بشكل كبير تعاوننا الدائم مع الشركاء في القطاع والعملاء على حد سواء». من جانبه، أعرب عمر بن غالب نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني أن أجواء الإمارات تشهد نمواً متسارعاً في كثافة حركة عبور الطائرات من وإلى مطارات الدولة وهو النمو الذي يستدعي اهتماماً فورياً والتزاماً لضمان حركة طيران فعالة وآمنة. وأشار إلى وجود العديد من المشاريع التي تم إطلاقها أخيراً للعمل على تعزيز قدرة الأجواء على استيعاب الحركة الجوية سواء في المطارات أو في المسارات الجوية، مؤكداً أنه بات من الضروري أن نوجه اهتمامنا إلى الاستثمار في تحسين البنية التحتية للمسارات الجوية وتطوير أنظمة الملاحة الجوية وتبني تقنيات حديثة. ودعا بن غالب موفري خدمات الملاحة الجوية والإدارات المسؤولة عن الأجواء للعمل على استحداث المزيد من الابتكارات التقنية واللوجيستية التي تتيح التعامل بنجاح مع هذا التحدي. وتستضيف قمة مستقبل أنظمة النقل الجوي التي تعقد برعاية الهيئة العامة للطيران المدني بالتزامن مع انعقاد برنامج منظمة الطيران المدني الدولية «إيكاو»- الشرق الأوسط لتحسين الأجواء - نخبة من المسؤولين التنفيذيين في القطاعين الحكومي والخاص والمديرين وأصحاب القرار في ميدان إدارة الحركة الجوية وأنظمة الطيران والعمليات الجوية الميدانية للتباحث حول سبل تعزيز سعة الأجواء وآليات تحديث وموازنة أنظمة النقل الجوي في المنطقة. من جهته، أكد أحمد الجلاف الرئيس التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني خلال مشاركته في أحد الجلسات الحوارية في إطار «قمة مستقبل أنظمة النقل الجوي» على الدور الحيوي الذي تلعبه صناعة الطيران المدني والتي أصبحت محركاً للاقتصاد في مختلف دول العالم ويعتمد عليها أكثر من 60 مليون شخص حول العالم في ظائفهم المباشرة فضلاً عن ما توفره هذه الصناعة من فرص عمل غير مباشرة. وكشف عن أن حركة الطيران في الإمارات والتي تصل في الوقت الراهن إلى 2200 حركة جوية يومياً ستشهد نحو 5100 حركة جوية يومياً في العام 2030 وذلك بمعدلات النمو الحالية. وشدد الجلاف على أهمية إجراء هيئات الطيران في دول الشرق الأوسط تعديلات على مفهوم العمل الجماعي فيما بينها، كي تكون في موقف يسمح لها بالاستفادة من الفرص الواعدة في قطاع الطيران المدني بما يعود بالنفع على اقتصاداتها الوطنية. وأشار في السياق ذاته إلى الدور المنوط ببرنامج منظمة الطيران المدني الدولية «إيكاو»- الشرق الأوسط لتحسين الأجواء والذي يستهدف العمل بشكل جماعي بين دول المنطقة للاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لتنمية وتوسيع الحركة الجوية فيما بينها. وأوضح أن اجتماع البرنامج سيخصص للنظر في عدد من المشاريع المطروحة التي تستهدف تعزيز الحركة الجوية بين دول المنطقة وزيادة كفاءتها، مؤملاً أن تبدى الجهات المشاركة في البرنامج المستوى المطلوب من الالتزام وأن تعمل على توفير الموارد اللازمة لإنجاح المشروعات المقترحة.