عمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على مضاعفة الجهود وتنسيق المواقف لتحقيق متطلبات أمن دول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقا من حرصه على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات القادة والشعوب، ويساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والسلام العالمي، في ظل ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة؛ ما يحتم التواصل وتبادل وجهات النظر مع الأصدقاء وذلك بغية تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية تجاه كل مستجد أو طارئ وفق المنظور الخليجي المشترك، في ظل بروز تحديات أمنية عديدة وخطيرة يأتي في مقدمتها الأزمات السياسية التي تعصف في بعض الدول العربية، والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وتنامي ظاهرة الإرهاب البشعة، وتغلغل أصحاب الفكر الضال والمنحرف في المجتمعات العربية، وسعيهم الدؤوب لخلق مناخ شاذ ليس له أدنى علاقة بدين أومنهج سماوي. لقد وعى الملك سلمان بن عبدالعزيز، كل هذه التحديات، وجعل من مسؤولية أمن الخليج ودوله واجبا تفرضه عليه أمانته وعروبته وإسلامه؛ لذا أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول، وأن المواقف الشجاعة هي دائما التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم، وأن التطورات الأمنية الجديدة في المنطقة تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره. سفينة نجاة الوطن وفوق كل هذا كله كان للملك سلمان بن عبدالعزيز، وقفات إنسانية فريدة دوت أصداء سمعتها في الداخل والخارج، سواء من أبناء وطنه أو أشقائه العرب والمسلمين أو الإنسانية جمعاء في مشرق الكون ومغربه، إذ يمثل الملك سلمان القائد الفذ ويقدم ملامح القدوة في أجمل صورها الإنساني، فالملك سلمان شخصية متعددة القدرات والمواهب والعطاءات سواء من حيث الأفعال أو من خلال مهامه في الدولة على جسامتها وتأثيرها الكبير أو من خلال ثقافته العالية وموسوعيته في علوم شتى كالتاريخ أو علم الأنساب أو غيره أو عن قربه من الإعلاميين ودعمه لهم وجهوده في نشر الثقافة داخل البلاد أو حتى خارجها كمعرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي طاف أكثر من دولة في القارات الخمس، كما أنه لم يكن ولياً للعهد فحسب بل كان قلبا رؤوما على كل أبناء الوطن جعل من نفسه سفينة نجاة لانتشال الغرقى في هموم الحياة من البؤساء ووضعهم على شاطئ الأمان الحياتي، حيث إنه من القياديين المعدودين في العالم الذين يبدعون في فن القيادة الإنسانية التي تخدم الإنسان أولا ثم المكان الذي هو فيه وصولا إلى الوطن الذي يتبع له هذا الإنسان، فالملك سلمان من القادة الذين يعرفون أن قيمة الإنسان في خلقه وعطائه الإنساني وليس بالمظهر والمركز الاجتماعي فقط، ولقد تحول اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى رمز من حيث تسابق المؤسسات والجمعيات والمستشفيات وغيرها لحمل اسمه عليها، حيث جاء المشروع الإنساني العالمي للملك سلمان «ادفع ريالا تنقذ عربيا» الذي كان بلسما شافيا ساهم في تخفيف جراح وآلام الأشقاء أبناء فلسطين، وصولا إلى وقفته إزاء القضية الفلسطينية، التي جاءت عن كلماته البليغة ذات الأثر الدائم، التي لا ينتهي أثرها بانتهاء المناسبة فضلا عن صدقها وقربها من تفاصيل الهموم والمعاناة الإنسانية.