تبدو ردهات مستشفى الريث «150 كم شمال شرقي جازان» خالية من المراجعين وطواقم الأطباء والممرضين، خاصة أن معظم العيادات الضرورية لم تفتتح منذ أكثر خمس سنوات. وقد اتفق عدد من أهالي الريث على أن مستشفى الريث العام يعاني نقصا حادا في الكوادر والأجهزة الطبية، الأمر الذي جعلهم متذمرين من الخدمات الصحية التي يتلقونها في المستشفى رغم اهتمام وزارة الصحة بجميع المستشفيات لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين على أكمل وجه في شتى بقاع الأرض، متمنين تدارك الوضع سريعا قبل تفاقمه، ومشددين على ضرورة رفع مستوى كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. «عكاظ» التقت بعدد من الأهالي والذين طالبوا بضرورة افتتاح جميع العيادات الضرورية كعيادة العظام والعيون والمسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة والنفسية والتنويم وتوفير كوادر مختصة في الأشعة بالإضافة إلى تشغيل المستشفى بكامل طاقته الاستيعابية حتى يستطيعوا معالجة مرضاهم بدلا من قطع مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا إلى مستشفيات جازان وأبها وتخفيف العبء عليهم. ولعل معاناة ابن عم محمد الريثي الذي يضطر إلى نقل والدته مرتين في الأسبوع من أجل إجراء الغسل الكلوي لها في مستشفى صبيا، حيث يقطع 300 كيلو متر أكبر دليل على احتياج المحافظة لهذه الخدمات. وقال إن ابن عمه يضطر قطع الطريق الطويل بسيارته المتهالكة لكي ينقل والدته إلى مستشفى صبيا، وفي هذا المشوار الطويل تتعرض للإرهاق ما يؤدي لزيادة معاناتها ومرضها، مطالبا بتوفير مركز للغسل الكلوي لمرضى الفشل الكلوي في القرى الجبلية في الريث وما جاورها. ويرى محمد النجادي أن عدم افتتاح العيادات الضرورية جعلهم يقطعون ويتحملون بعد المسافة وصرف الأموال كل هذا من أجل توفير العلاج لأولادهم وذلك بسبب ما اعتبره إهمالا وعدم مبالاة من بعض المسؤولين، مشيراً إلى أن أهالي القرى الواقعة في قمم الجبال يتكبدون مشاق عبور الطرق الخطيرة على حياتهم لقطع مسافة بعيدة للمحافظات الأخرى من أجل تلقي العلاج فيها. وقال مداهي شوعي بات واضحاً أن المنظومة الصحية بالمستشفى ماتت إكلينيكيا وأن الإهمال ونقص الأطباء وعدم تشغيل العيادات الضرورية وأعطال الأجهزة هو العامل المشترك بالمستشفى، بالرغم من إنفاق الدولة أيدها الله للملايين من الريالات لتجهيزه من أجهزة ومعدات، ومن أجل العناية بأبناء المحافظة، ولكنه أصبح مجرد جهة تحول المرضى إلى المستشفيات الأخرى في الوقت الذي لم يجد فيه المريض حلا بديلا، فضلا عن أن المستشفى غير قادر على إجراء عمليات في كافة التخصصات مما يضطره إلى تحويل المريض إلى المستشفيات البعيدة لتبدأ رحلة ومعاناة البحث عن العلاج. ورأى يحيى السلمي بأن المنظر العام للمستشفى لا يليق بمرفق طبي يتلقى المرضى فيه العلاج لأنه يفتقد لجميع العيادات الضرورية. وأضاف جبران أن قسم التنويم تم استغلاله بأن يكون سكن للعاملات والعاملين في المستشفى كما يوجد فني علاج طبيعي في الوقت الذي لا يتوفر فيه قسم للعلاج الطبيعي. وأضاف جابر محمد المسعودي أن المستشفى يفتقد للطب المنزلي حيث إن أخاه يعاني من شلل نتيجة حادث مروري تعرض له، ولا يتلقى العلاج المناسب مما جعله يترك الدراسة من أجل أن يرعى أخاه المصاب. وما يؤلم أن يصبح بيت الدواء الذي يفترض أن يكون قريبا لإنقاذ الحالات المريضة والإصابات، لا يمكن الوصول إليه إلا عبر طريق في بطن أحد الأودية، فيصبح صعب العبور خلال موسم الأمطار، ما يجعل المرفق الطبي معزولا، وفي أحيان كثيرة يظل الطاقم الطبي والتمريضي مرابطين في المستشفى لعدم مقدرتهم على الذهاب إلى منازلهم نتيجة للسيول العابرة في الوادي، حيث تسببت السيول التي تشهدها المحافظة باستمرار في إحداث أضرار وجرف للطريق الموصل إلى مستشفى الريث العام مما يعيق حركة سير سيارات المرضى والمراجعين. واعترفت مصادر «عكاظ» أن المستشفى يفتقر للخدمات الطبية والفنية والإدارية، مؤكدة أن هناك قلة في الكوادر فضلا عن قلة التخصصات الهامة، سواء من كوادر التمريض أو من التخصصات المساندة الأخرى. من جانبها أرسلت «عكاظ» استفسارا إلى الشؤون الصحية بمنطقة جازان عن عدم تشغيل معظم العيادات الضرورية في مستشفى الريث العام وإهمال الأقسام الأخرى مثل قسم النساء والولادة وقسم الأطفال وعجز في الكادر الطبي والفني والإداري وتحويل غرف التنويم إلى سكن للكوادر العاملة فيه من ممرضات وأطباء، إلا أنه مضى شهر بالكامل دون أن يصل الرد.