ـ كل الأوقات مناسبة جداً لأن يتحد الأهل والجيران، وأن تكون كلمتهم سواء، ومع ذلك فهذا الوقت بالذات هو الأنسب للاتحاد الخليجي، خصوصاً بعد هذا الغزل الإيراني الأمريكي الذي له ما بعده بكل تأكيد، وقد تحمل بسببه الأيام مفاجآت غير سارة أبداً وفي أشياء لا نتوقعها!! ـ من يضمن للخليجيين مثلاً أن لعبة التوازنات القائمة حالياً لن تتغير في المستقبل القريب؟ من يضمن لهم أن لا يذهبوا ضحية صفقة مشبوهة بين إيران وأمريكا في عهد أوباما تحديداً؟ تعلمون أنه لا يقينيات في السياسة، وبالتالي فلا أحلاف أو عداوات دائمة وهنا مكمن الخطورة كل الخطورة، وما التخلي الأمريكي عن ثوار سوريا ثم تحويل الأمر برمته إلى مجرد استخدام سلاح كيماوي عنا ببعيد!!! ـ حتى اللحظة لم أجد مبرراً وجيهاً يعرقل قيام هذا الاتحاد الخليجي الحلم؛ فهل يكتفي الخليجيون بالجلوس الناعم على الأرائك ريثما تهب الرياح العاتية التي لا تبقي ولا تذر؟ أم أن الأولى بهم أن يتخلوا عن هذه الكبرياء اللعينة التي تمنع بعضهم من قبول فكرة الاتحاد؟! ولماذا التأجيل والتسويف أصلاً في موضوع حياة أو موت بالنسبة لشعوبكم؟! ـ كل هذه الأسئلة المهمة تحتاج إلى إجابات عملية صادقة من أعلى الهرم الخليجي؛ إذ لا يكفي الركون إلى الواقع في ظل هذه التحولات المزعجة والخطيرة في كل مكان من حولنا، ولا يكفي تأجيل الموضوع ريثما تحصل كارثة لإحدى دولنا لا قدر الله. ـ أيها الخليجيون الممسكون بزمام الأمور نحن شعوبكم الغارقة في الأمل؛ نرجوكم أن تفتحوا الشبابيك والنوافذ، وأن تشاهدوا النار التي تلفح حدودكم، وحجمها وضررها، وبعدها قرروا أيهما أنفع لكم: الاتحاد الفوري أم انتظار ما تخبئه الأيام من ويلات لن يسلم منها أحد؟!