تختتم غدا تقريبا جميع فعاليات مهرجانات ربيع المنطقة الشرقية، وهي على كل حال اربعة مهرجانات، الخبر السياحي الثاني، الوفاء الثامن في سيهات، ربيع النعيرية الرابع ومهرجان الربيع في الاحساء. ورغم ان تجربة المهرجانات في المملكة قد قطعت عددا من الاعوام، الا ان الملاحظ ان العام الماضي في الشرقية وهذا العام جاءت بإضافة نوعية جديدة من حيث التنوع وتوزعها على الفئات العمرية والجنسين، لكن هذا ليس كل شيء. وبالطبع فإن أهم عدو لهذه المهرجانات هو إحباط «المجالس» بأن بلدنا لا تصلح فيه المهرجانات ما دام فيه طقس متقلب وفصل بين الجنسين، وكل هذا الكلام مردود عليه، لكن أذكره الان لأن من يؤيده عليه ان يترك استكمال قراءة هذا المقال. وعلي أن اعترف بأن وطننا يصنف من الخانق ترفيهيا، فالذكور الى الديوانيات، والنساء الى المجمعات النسائية، الاولى اسراف في الوقت، والثانية مبالغة في الاستهلاك، وهكذا هي رتابة بعض الاوطان. لذا تجد مناشط المهرجانات تكتسب اهمية كبيرة عاما بعد اخر، وتنقل إلينا صالة التحرير الارقام اليومية لكل مهرجان وبالمقارنة عاما بعد اخر ويوما بعد يوم هناك زيادة في الاعداد من المواطنين والمقيمين. الامر الذي يجب ان ينتبه له القائمون عليها من حيث تطوير اساليب العرض ونوعية المشاركات والبعد عن التكرار الممل والمعتاد ونقل تجارب الدول المجاورة التي سبقتنا في تطوير هذا القطاع، أي قطاع المهرجانات، هذا اولا. اما ثانيا، فهو إدارة هذه المهرجانات بحس اقتصادي رفيع يخدم المشغلين والعاملين بمعنى تحريك وتدوير للعوائد وبناء حركة اقتصادية وإن كانت موسمية لخير أبناء وبنات هذا الوطن مستثمرا او عاملا. وثالثا، الشرقية ليست الدمام والخبر والاحساء فقط، فهناك العديد من المحافظات التي يجب ان تدفع بذات الاتجاه نحو مزيد من الترفيه خاصة وأن الشرقية ومحافظاتها توجد بها مقومات سياحية غير اعتيادية، برا، وبحرا، وعدد من المنافذ لأربع دول خليجية قريبة، ونفط وقاعدة اقتصادية ضخمة، وأمن وانسيابية في معظم المواسم، وطقس معتدل يحتل نصف العام تقريبا.