ربما أنطونيو كونتي مدرب صاحب رؤية، لكنه افتقر لمرونة في تغيير طريقة اللعب لدرجة جعلت يوفنتوس يودع دوري الأبطال مرارا من الأدوار الإقصائية.. لكن هل ماسيمو أليجري كان الحل المناسب. بعد فترة كافية للحكم على أليجري مع يوفنتوس، يمكننا القول إن جمهور البيانكونيري يستطيع أن يتفاءل، لكن بحذر. حكاية الدوري غير الدولي رحل أنطونيو كونتي بعدما فرض يوفنتوس سيطرته علي إيطاليا لثلاث سنوات احتكر فيهم ثلاث بطولات للدوري أحدهم بدون هزيمة والآخر بعد إنهاء الموسم بـ102 نقطة في رقم قياسي لم يحققه عمالقة الدوريات الكبري الأوروبية ريال مدريد وبرشلونة وتشيلسي ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ بالإضافة إلي بطولتين لكأس السوبر علي حساب نابولي ولاتسيو بالترتيب. رحيل كونتي جاء مفاجئا خصوصاً بعد تجديد عقده لثلاث سنوات أخرى وخروج جماهير يوفنتوس لدعمه ضد الإدارة مع توارد أنباء بيع بول بوجبا وأرتورو فيدال واستثمار أموال الصفقتين في شراء لاعبين آخرين مثل ألكسندر كولاروف وستيفن يوفيتيتش من مانشستر سيتي وإريك لاميلا من توتنام هوتسبر، وهو الذي لم يحدث حتى بعد رحيل كونتي. وهنا كانت المفاجأة الثانية في غضون يومين بالتعاقد مع ماسيمليانو أليجري المقال من تدريب ميلان لسوء النتائج. قوبل استقدام أليجري بالصدمة من معظم جماهير يوفنتوس وبالأمل من الأقلية المتبقية التي لمست قصور كونتي الواضح في الأدوار الإقصائية في بطولتي الكأس ودوري أبطال أوروبا، وذلك بعد خروج البيانكونيري من دور الثمانية مرة ومن دوري المجموعات في الأخرى، فيما فشل في الوصول للنهائي علي أرضه في 2014 بعد إقصائه من بنفيكا في قبل نهائي الدوري الأوروبي. لذلك لما كان التفائل الحذر جداً بأليجري؟! رأي المؤيدين أن قدوم أليجري سيضيف المرونة الخططية اللازمة لتشكيلة 3-5-2 التي طالما اعتمد عليها كونتي وظهر عقمها الواضح في مراحل خروج المغلوب في أوروبا والكأس. هل تتخيل أن يوفنتوس لم يحصل علي كأس إيطاليا منذ 20 سنة وعلي دوري أبطال اوروبا منذ عام 1996؟! طبعاً لا تليق هذه الأرقام بفريق مثل يوفي الذي مثله في هذه الفترات لاعيبين من طينة كانافارو وتورام وزامبروتا في الدفاع وزيدان ونيدفيد وفييرا في الوسط والأيقونة ديل بييرو وتريزيجيه وإبراهيموفيتش وخلفهم بالطبع الأسطورة بوفون. هل تتخيل ان اليوفنتوس لم يحصل علي كأس إيطاليا منذ 20 سنة وعلي دوري أبطال اوروبا منذ عام 1996 وحتي مع انتصارات كونتي المحلية؛ شعر الكثير من جمهور اليوفنتوس بالحاجة للتغيير وهو الذي حمله الجمهور لأليجري الحذر جداً من الخروج من عباءة كونتي حتى مباراة اولمبياكوس في دوري الأبطال والتي حسمتها السيدة العجوز 3-2 بشق الأنفس وتم اعتماد هذه المباراة كعودة لعصر 4-4-2 مع كابيللو واحيانا 4-1-3-2 و 4-3-3. ولكن السؤال هنا هل نجح أليجري؟ بدأ أليجري موسم الانتقالات بإيفرا في صفقة انتقال حر لإيجادته – أو كما اعتقدت الإدارة أنه يجيد – مركز الظهير الإيسر في خطة 4-4-2 مع مانشستر يونايتد بالإضافة إلي الواعد موراتا من ريال مدريد كما انضم الجناحان كينجسلي كومان وروبرتو بيريرا من أودينيزي في أهم الصفقات الصيفية. رقمياً يوفنتوس يتصدر بعد انتصاف الموسم بـ46 نقطة مقابل 52 في نفس عدد المباريات لموسم 2014؛ له 42 مقابل 46 هدف قبل عام وإستقبل 9 أهداف مقابل 12 هدف العام الماضي. نعم يعتبر ما حققه أليجري نجاحا، تخطى دوري المجموعات لدوري أبطال أوربا عكس كونتي المقصي من جالاتاسراي في النسخة الفائتة ووصل لدور الثمانية في الكأس مع تصدر الكالشيو وحصوله علي لقب الشتاء خصوصاً مع موسم انتقالات ناري لروما بمانولاس واستوري وإيتوربي وناينجولان. لا تنسي تحرر بوجبا وظهور موراتا المبشر مع صلابة بونوتشي – غير المعتادة – وتألق بيرلو وتيفيز المستمر. ولكنه نجاح جزئي حيث لم يقدم الفريق جديداً في الشكل الهجومي مع تقلص مساحة ليشتاينر في الجانب الأيمن وهو ما ظهر في مبارايات أتليتكو مدريد وأولمبياكوس في اليونان وساسولو وجنوي في الدوري بالإضافة لخسارته كأس السوبر أمام نابولي. يحتاج أليجري لاعبي وسط يجيدون 4-4-2 كجناحين أو مهاجمين أطراف (Inside Left & Right) بالإضافة إلي ظهير أيسر ليعوض غياب كوادو أسامواه مع مهاجمين صندوق من عينة كافاني او فالكاو في حالة بيع بوجبا. لو بطلنا نحلم نموت! يريد اليوفنتوس رفع الكأس المحلية في أولمبيكو روما والكأس الأوروبية ذات الأذنين في برلين.. فهل يتحقق ذلك؟ مع أليجري أشك ولكن دعنا نأمل !! للتواصل مع الكاتب: علي تويتر @m0salama